«أعلن رسمياً استقالتي من عضوية مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي»، هذا ما كتبه المهندس عبدالله الشهراني على صفحته في «فيسبوك» أخيراً. ويعد المهندس الشهراني أصغر أعضاء المجلس سناً ونجح في الانتخابات بدعم كبير من فئة الشباب، خصوصاً أن الشهراني هو مؤسس ورئيس مجموعة «كتاتيب» الناشطة في نشر الكتاب، وتشجيع القراءة اجتماعياً. الشهراني أكد ل «الحياة» في حديث مقتضب أنه قدّم استقالته، لأنه لا يستطيع العمل في ظل الأجواء المشحونة داخل مجلس الإدارة. وكما يبدو فالأجواء في نادي مكة الأدبي غير هادئة، ولعل مرحلة جس النبض بين أعضاء المجلس المنتخب مرّت، وبدت الحروب العلنية تأخذ شكلها المباشر والواضح، بعد أن تقدم ستة أعضاء بخطاب يطالبون من خلاله بإزاحة رئيس النادي الدكتور أحمد المورعي من منصبه. الأعضاء الستة الموقّعون على الخطاب هم: نائب رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي، والدكتور عبدالله الزهراني، والدكتور عدنان الشريف، والدكتور ناصر السعيدي، والدكتورة هيفاء فدا، والناقدة أمل القثامي، فيما لم يوقّع على ذلك الخطاب كل من المسؤول المالي في النادي الدكتور عبدالله فدعق، إضافة إلى المسؤول الإداري في النادي نبيل خياط، وكذلك المهندس عبدالله الشهراني. وفي الوقت ذاته تعالت أصوات بعض أعضاء الجمعية العمومية، مطالبة بحل المجلس المنتخب إجمالاً، نظراً إلى مرور أكثر من ثمانية أشهر من دون أن يقدم هذا المجلس ما يشفع له بالبقاء والاستمرار، خصوصاً أنهم يرون أن التركيز على رئيس النادي فقط باعتباره المشكلة ليس أمراً موضوعياً أو منطقياً، فالفشل كما يرى هؤلاء محسوب على المجلس جميعه، خصوصاً أن رئيس النادي لا يمتلك سوى صوته داخل المجلس. الخطاب يذكر أن الأجواء داخل النادي لم تعد صحية ومناسبة لتقديم أي عمل يخدم الثقافة والأدب، وأن الجهود الفردية من بعض الأعضاء داخل المجلس تضيع هباء وسط أجواء المشاحنات والمكايدات. الخطاب الذي وقّع عليه ما يقارب الأربعين من أعضاء الجمعية العمومية، والمزمع إرساله إلى وكالة وزارة الثقافة، يتحدث عمّا آلت إليه أمور نادي مكة الثقافي الأدبي، إذ تعطّلت فعاليات النادي التي لم تبدأ أصلاً، فلم يُقِم النادي خلال تسعة أشهر إلا فعالية واحدة، ولم يفِ معظم أعضاء مجلس الإدارة بوعودهم الانتخابية، ولم يبدأ البناء في مقر النادي الجديد، ولم يُبتْ في أمر بيع مقر النادي القديم، ويتطرق الخطاب إلى الخلافات الحادة بين أعضاء المجلس، وهو أمر وصل إلى الصحافة، وعمّا أدت إليه هذه الخلافات من تعطّل نشاطات النادي، والتنصّل من الوعود التي قدمها غالبية الأعضاء أثناء الانتخابات، وعدم دعوة الجمعية العمومية للانعقاد كما نصّت على ذلك اللائحة صراحة، من أجل إقرار برنامج النادي وموازنته والتصديق عليها من الجمعية العمومية. ويعزو الخطاب أسباب هذا الفشل إلى عدم تجانس مجلس الإدارة، وارتفاع حدة الخلافات، ويعترض على محاولات عزل الرئيس من المجلس نفسه، كون العلّة الأساسية هي في التناحر بين أعضاء المجلس، وليست في شخص الرئيس فقط. ويطالب الموقِّعون على الخطاب بحل المجلس الحالي ودعوة الجمعية العمومية للانعقاد مجدداً، لانتخاب مجلس إدارة جديد.