بدأ مواطن في إجراءات مقاضاة وزارة الصحة السعودية رسمياً بعد خمسة أعوام من الانتظار والمماطلة للحصول على كرسي شاغر في مستشفى المك فهد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض لمعالجة ابنه الذي يعاني من شلل «اربي أيمن». وعلى رغم التوصية التي أقرتها الهيئة الطبية في محافظة الطائف المتضمنة إحالته لمتابعة علاجه، إلا أنه منذ أن تم تسليم الإحالة إلي المدينة الطبية لم يحصل على كرسي شاغر لإجراء العملية ولم يتم الاتصال عليه منذ عام 2007 -بحسب حديث والد المريض حسن الخماش-. وأكد المواطن حسن الخماش ل«الحياة» أنه في انتظار اتصال إنساني من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لإنقاذ ابنه من الشلل الذي يعاني منه منذ سنوات، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في أنه منذ أن تم تحويله لمعالجته لم يتم استدعاؤه بسبب عدم وجود «كرسي» شاغر. وأوضح أنه أجرى جميع التحاليل الطبية اللازمة لإجراء العملية لفلذة كبده بيد أنه فوجئ بعدم وجود كرسي شاغر، متسائلاً «هل يعقل أن مركزاً طبياً بحجم مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لا يوجد لديها سرير لتنويم شخص منذ خمس سنوات». وأردف: «إن المشكلة تكمن في أن العلاج ليس متوافراً في المستشفيات الأخرى»، لافتاً إلى أن المدينة الطبية وهي وحدها التي تستطيع إجراء مثل هذه العمليات أو أحد المستشفيات في خارج البلاد، ما أجبره على الانتظار منذ 2007 حتى الآن. وأفاد الخماش بإرساله برقية إلى الجهات المعنية للنظر في وضع ابنه لكن القرار لا يزال في يد وزارة الصحة، إذ إنها هي المسؤولة عن علاجه. من جهته، علق المحامي والمستشار القانوني الدكتور إبراهيم الأبادي على قضية تأخر علاج ابن المواطن بقوله: «من الناحية القانونية والشرعية فإن وزارة الصحة ملزمة بعلاج وتأمين المرضى من السعوديين وفي حال عدم الإمكان وعجز توافر العلاج في البلاد، فإن الوزارة نفسها ملزمة بعلاج من تعجز عن علاجهم في أي دولة يتوافر فيها، وفي حال عدم وفائها بذلك فمن حق المتضرر رفع دعوى أمام القضاء ضدها لإلزامها بعلاجه، ودفع تعويضات له في حال الضرر أو إنفاقه على العلاج من حسابه الخاص، إذ إن الدولة أسست منذ عهد الملك عبدالعزيز مجتمعاً متكاملاً وهيأت للمواطنين كل ما يلزم للعناية صحياً». وأضاف: «إن النظام الأساسي للحكم تضمن هذه المبادئ وكفلها لجميع المواطنين، فإذا تخاذلت أي وزارة كانت تتحمل تبعات ذلك، كما أمّن على ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إحدى المناسبات حين قال «إن المواطن في عيني وفي قلبي وللمواطن كامل الحق في العلاج، وهذه من الأساسيات الحقوقية التي يدعمها ولاة الأمر». «المدينة» لا ترد حاولت «الحياة» الحصول على تعليق من المسؤولين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية إلا أنه لم يتم الرد على اتصالاتها المتكررة. وأشار تقرير طبي صادر من مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف إلى أنه تم وضع خطة علاجية للمريض في شكل طبيعي وحددت له 10 جلسات بمعدل جلستين أسبوعياً تتضمن إجراء تمارين علاجية وتنبيه كهربائي خفيف وتعليم الأهل، أجري للمريض منها خمس جلسات فقط ثم انقطع عن العلاج وينصح له بمتابعة الجلسات العلاجية والتمارين المنزلية. يذكر أن التقرير الطبي الذي يحمله المواطن متضمن معلومات بأن الطفل يشكو من شلل رخوٍ في الطرف العلوي الأيمن «شلل إرب دوشن» ناجم عن «أذية الضفيرة العضدية» وبفحص المريض تبين أنه يعاني من خلع في مفصل الكتف الأيمن مع غياب القوة العضلية في الطرف العلوي الأيمن وهبوط معصم اليد اليمنى.