أعلن الجيش المصري أمس مقتل 25 «تكفيرياً» في شمال سيناء، في واحدة من أكبر العمليات التي نفذها الجيش في المنطقة، فيما صدرت تعليمات إلى القوات في مدن سيناء بتكثيف ملاحقة المسلحين خلال الأيام المقبلة «لاستعادة الأمن هناك سريعاً، تمهيداً لإعلان خطة تنموية تتضمن استصلاح أراضٍ وتشكيل محافظة وسط سيناء وتحلية مياه البحر»، بحسب مسؤول عسكري. وأعلن الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير «نجاح قوات الجيش الثاني الميداني في توجيه ضربة موجعة إلى جماعة أنصار بيت المقدس» التي تبنت غالبية العمليات المسلحة العام الماضي، مشيراً إلى أن «دهم بؤر إرهابية عدة في مناطق الوفاق والسدود ودوار التانك في الشيخ زويد ورفح أسفر عن مقتل 17 من العناصر التكفيرية التابعة لأنصار بيت المقدس خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات». وأضاف أن القوات نفذت عملية أخرى «قتلت خلالها 8 ينتمون أيضاً إلى أنصار بيت المقدس، كما ألقت القبض على عنصرين آخرين خلال اشتباكات موسعة جنوب رفح والشيخ زويد، إضافة إلى توقيف 3 من هذه العناصر التكفيرية في منطقة الوفاق والشيخ زويد، وتدمير 4 سيارات خاصة بالعناصر التكفيرية في منطقة دوار التانك». وأعلن مسؤول أمني في شمال سيناء إن «الشرطة أوقفت أحد الأشخاص قرب المنطقة الحدودية في رفح للاشتباه في مراقبته لتحركات قوات الأمن»، مشيراً إلى أن «الحملات الأمنية مستمرة لتوقيف المطلوبين والمشتبه بهم ودهم الشاليهات والفنادق والشقق المفروشة لضبط مطلوبين لأجهزة الأمن قد يكونون مقيمين داخلها أو أجانب مخالفين لشروط الإقامة». ولفت المسؤول الأمني إلى أن «الحملات ألقت القبض على 29 مطلوباً لأجهزة الأمن على خلفيات متعددة بعضها جنائي، وتم احتجازهم في أحد المقرات الأمنية لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». وعززت قوات الأمن وجودها حول المنشآت الأمنية والحكومية والارتكازات التي قام بعضها أمس بإطلاق النيران احترازياً على فترات متقطعة طوال الليل، وانتشرت الآليات الأمنية في كل الشوارع والميادين الرئيسة في شمال سيناء. وشددت من إجراءات التفتيش للمارة والسيارات. إلى ذلك، عززت السلطات إجراءات تأمين الممر الملاحي لقناة السويس، وكثف الجيش نشاطه لإقامة جدار عازل يمر بموازاة جانبي الممر الملاحي، من محافظة السويس وصولاً إلى بورسعيد. وأوضح ل «الحياة» مسؤول في المكتب الإعلامي لرئيس هيئة قناة السويس أن الهدف من إقامة الجدار العازل «الحؤول من دون وصول أي تهديدات للسفن العابرة للممر الملاحي»، مشيراً إلى أن «قناة السويس حققت خلال العام الماضي أعلى إيرادات منذ افتتاحها، على رغم تهديدات المسلحين... الممر الملاحي للقناة مؤمن بطوله، ولن نسمح بالاقتراب منه».