باريس – أ ف ب - يمثل الفنزويلي ايليش راميريز سانشيز المعروف بكارلوس، المتهم بسلسلة هجمات وقعت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، أمام محكمة فرنسية غداً في أول محاكمة له في فرنسا بتهمة ارتكاب «أعمال إرهابية». ويقضي كارلوس (62 سنة) الذي يعتبر نفسه «ثورياً محترفاً» واشتهر بعد عملية احتجاز الرهائن في مقر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا عام 1975، حكماً بالسجن مدى الحياة في فرنسا لقتله شرطيِين ومخبراً للشرطة في باريس في العام ذاته. وصدر الحكم الأول عن محكمة جنايات عادية بهيئة محلفين شعبية. لكن كارلوس سيمثل هذه المرة أمام محكمة جنايات خاصة في باريس شكلت لمحاكمته في قضايا إرهاب وتضمّ 7 قضاة محترفين. وكارلوس مسجون منذ عام 1994 قرب باريس بعد اعتقاله في الخرطوم من قبل رجال أمن فرنسيين. وسيُحاكم بتهمة التورط في 4 اعتداءات أودت بحياة 11 شخصاً وأدت إلى جرح 100 آخرين في 1982 و1983. ويفيد محضر الاتهام أنه كان مدبّر هذه الهجمات للمطالبة بإطلاق سراح رفيقته ماغدالينا كوب والسويسري برونو بريغيه اللذين كانا عضوين في مجموعته. وأعتقل بريغيه وكوب في شباط (فبراير) في باريس وهما يحملان أسلحة ومتفجرات. وبعد أيام من اعتقالهما وصلت رسالة إلى وزير الداخلية آنذاك غاستون ديفير، تطالب «بالإفراج عنهما خلال 30 يوماً» وتهدد ب «شن حرب». ورصدت بصمات أصابع كارلوس على الرسالة. وبعد شهر وبالتحديد في 29 آذار (مارس) 1982 استهدفت قنبلة قطاراً في رحلة بين باريس وتولوز (جنوب غرب)، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى. وفي اليوم الأول من محاكمة كوب وبريغيه انفجرت قنبلة قرب مقر مجلة «الوطن العربي» في شارع ماربوف في باريس، ما أدى إلى سقوط قتيل. ووقع الانفجاران الآخران في محطة سان شارل في مرسيليا وقطار سريع في تان- ليرميتاج (دروم) في 31 كانون الأول (ديسمبر) 1983، وسقط نتيجتهما 5 قتلى بينما كان «الرفيقان» يمضيان عقوبة بالسجن 4 و5 سنوات. ويأخذ محامو الدفاع عن المتهم الذين لا يعترفون بأي من هذه الهجمات، على القضاء إهماله دراسة فرضيات أخرى ويشككون في صحة وثائق استخباراتية لدول كانت في حلف وارسو، سمح كشفها بعد عام 1989 باستئناف التحقيق. وهم يدينون أيضاً عزل موكلهم ل10 أيام لأنه أعطى مقابلة صحافية. وبين المحامين إيزابيل كوتان بير «زوجة كارلوس الافتراضية» التي تزوجها في السجن حسب الشريعة الإسلامية، بينما لا يزال متزوجاً قانونياً من كوب التي أنجبت له ابنة. وفي الوقت ذاته سيُحاكم ثلاثة أعضاء من مجموعة كارلوس غيابياً، بينهم الألمانيان يوهانس فاينريش وكريستا فروليش اللذان لن تسلمهما ألمانيا بلدهما إلى فرنسا. ويمضي فاينريش، الذي كان مساعد كارلوس، عقوبة بالسجن المؤبد في ألمانيا. بينما عادت فروليش إلى ألمانيا بعد إطلاق سراحها من توقيف موقت عام 2000 في فرنسا. والرجل الثالث فار وهو الفلسطيني علي كمال العيساوي. وقد استفاد كارلوس عام 1999 من حكم قضى بعدم وجود وجه لإقامة دعوى عليه في قضية اعتداء على متجر دراغستور سان جرمان في باريس في 15 أيلول (سبتمبر) 1974 أسفر عن قتيلين و34 جريحاً، غير أن محكمة التمييز ألغت هذا الحكم عام 2000. وتبقى الدعوى قائمة بحقه في فرنسا في القضية.