أثارت دراسة نشرها أكاديمي سعودي متقاعد، حول الآثار «السلبية» لقيادة المرأة السيارة، ردود فعل «غاضبة» بين من يؤيدون السماح للنساء السعوديات بقيادة المركبات، الذين عبروا عن انتقادهم للنتائج التي توصلت إليها الدراسة، التي أعدها الدكتور كمال الصبحي. وهو أستاذ متقاعد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وذكر فيها أن السماح بقيادة المرأة السيارة «سيجعل البلاد وكراً للرذيلة، وستختفي عذرية البنات، ويسود الشذوذ بين الرجال، في حال تم رفع الحظر». فيما اتهم أعضاء مبادرة «حقي كرامتي» الدراسة التي نشرت الأسبوع الماضي، وأحدثت ضجة «عالمية» بسبب النتائج التي توصلت إليها، بأن فيها «تطاولاً صريحاً على أعراض المسلمات في بلاد الحرمين بخاصة، وشقيقاتنا الخليجيات والمسلمات عامة»، لافتين إلى أن الدراسة تضمنت «كلاماً جارحاً، وقذفاً صريحاً بالانحلال والتفسخ الأخلاقي في الدول التي تسمح لنسائها بقيادة السيارة». وحذر الصبحي، في الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، من أن قيادة المرأة «من شأنها أن تحدث زيادة في الدعارة والمواد الإباحية، وتتسبب بزيادة حالات الطلاق». كما توقع أنه «في غضون 10 سنوات من رفع الحظر، لن يكون هناك المزيد من العذارى في المملكة». وهو ما استدعى من مبادرة «حقي كرامتي»، رداً وصفوا فيه الدراسة بأنها «أهانت رجال ونساء هذا المجتمع»، مشيرين إلى أن الدراسة تسببت في «استياء عارم غطى صداه الآفاق، وأحرج الوطن وأعطى الحاقدين علينا والمتربصين بنا فرصة للنيل منا». وانتقد أعضاء المبادرة، دراسة صبحي، لأنها «لم تقم على أسس البحث العلمي، فلم يورد أي إحصاءات رسمية، أو دراسات علمية استند عليها في دراسته، أو ذكراً لباحثين أكاديميين التقى بهم. كما لم يكن هناك جمع للبيانات وتحليلها، بل كانت عبارة عن جلسات مع أشخاص عابرين ومشاهدات شخصية، استخدمها بطريقة اعتباطية، ليثبت أنها تمثل الوضع العام في البلاد التي زارها». ووصف أعضاء مبادرة «حقي كرامتي» في بيان أصدروه أمس، الدراسة ب «المنحازة إلى الجانب السلبي فقط، المرتبط في شكل كامل بالجنس والدعارة، وأهملت عمداً ذكر أي جوانب أخرى. كما لم تتطرق إلى الجانب السلبي من منع المرأة من هذا الحق، لتكون دراسة متوازنة يؤخذ بها». وطالب أعضاء المبادرة، مجلس الشورى، بسرعة مناقشة دراسة قاموا بتقديمها، وتلقوا وعوداً بمناقشتها. وتؤيد هذه الدراسة قيادة المرأة للسيارة، لافتين إلى أنها تحوي «الجوانب الإيجابية للسماح للنساء بالقيادة، والجوانب السلبية المترتبة على منعهن من هذا الحق».