بدأت أولى انعكاسات نتائج الانتخابات النيابية في روسيا بالظهور داخل حزب «روسيا الموحدة» الحاكم. واعتبر خبراء أن إعلان رئيس الحزب بوريس غريزلوف أمس، تخليه عن رئاسة مجلس الدوما (البرلمان) الروسي مؤشر إلى اتجاه النخبة السياسية العليا نحو إعادة «ترتيب أوراقها» تحضيراً لانتخابات الرئاسة المقبلة في الربيع المقبل. وأعلن غريزلوف الذي ترأس البرلمان لدورتين متتاليتين مدتهما ثماني سنوات، أنه لن يرشح نفسه لولاية جديدة، إضافة إلى سحب عضويته من مجلس الدوما. وبرّر السياسي الذي تدرج في مناصب عدة في الدولة وتسلم لسنوات في السابق حقيبة الداخلية قراره ب «عدم جواز البقاء في المنصب بعد إكمال الولاية الثانية كرئيس للمجلس النيابي». وأضاف أنه سيبقى في موقعه كرئيس للمجلس الأعلى لحزب «روسيا الموحدة»، و «مستعد للعمل في أي موقع آخر يحدده رأس الدولة». وعلى رغم أن عدم تجديد رئاسة غريزلوف ل «الدوما» كانت متوقعة بعد ظهور نتائج الانتخابات التي دلت على تراجع مواقع «روسيا الموحدة» داخل البرلمان من 315 مقعداً إلى نحو 230 مقعداً حالياً، لكن المفاجئ كان سحب العضوية نهائياً من البرلمان الجديد بعد مرور أسبوعين فقط على الانتخابات. وكانت أوساط قريبة من رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يعد «زعيم» الحزب تحدثت عن احتمال «فصل صلاحيات رئيس الحزب عن رئاسة مجلس الدوما». ورأى خبراء روس أن التطور يعد مؤشراً إلى الشروع بإجراء عمليات مراجعة شاملة داخل الحزب الحاكم، خصوصاً أن «نتائج انتخابات الدوما لا تبدو مطمئنة بالنسبة إلى حملة الانتخابات الرئاسية»، على رغم أن التوقعات تشير إلى بقاء غريزلوف ضمن فريق بوتين في المرحلة المقبلة. وكان الحزب أعرب في وقت سابق عن الثقة بأن بوتين سيفوز كمرشح عن الحزب الحاكم بنسبة مريحة من الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة المقررة في الرابع من آذار (مارس) المقبل، لكن المخاوف تزايدت أخيراً بعدما أظهرت استطلاعات تراجع شعبية بوتين في شكل يوازي تراجع شعبية الحزب ذاته. وترددت معطيات في الأيام الأخيرة، حول توجه بوتين إلى «تخفيف الاعتماد على الحزب في حملة الانتخابات الرئاسية، في مقابل الاعتماد أكثر على هيكلية فضفاضة شكّلها بوتين قبل شهور وحملت تسمية «الجبهة الشعبية لعموم روسيا» وهي تضم، إضافة إلى «روسيا الموحدة»، نقابات واتحادات شعبية. مواجهة مع الأوروبيين إلى ذلك استعد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ل «مواجهة» منتظرة مع الزعماء الأوروبيين خلال قمة «روسيا – الاتحاد الأوروبي» التي بدأت أعمالها مساء أمس، في بروكسيل. وبرز تضارب المواقف حتى قبل بدء الاجتماع بعدما أكدت موسكو أن الانتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها «لن تكون مطروحة على جدول أعمال» المحادثات، في حين أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمنية كاثرين آشتون أن الملف سيكون مطروحاً خلال لقاءات القمة. صواريخ في الشيشان وعلى رغم أن محاور الاهتمام الرئيسة في القمة ستكون اقتصادية، لكن الملفات الخلافية تبدو أكثر من مواقع الاتفاق، وبينها الشأن السوري وملف «الدرع» الصاروخية الغربية المعتزم نشرها في أوروبا، وهو ملف شهد تطوراً جديداً أمس بعدما أعلن مصدر عسكري روسي أن بلاده نشرت في جمهورية الشيشان تقنيات فائقة التطور لإدارة سلاح الدفاع الجوي وتوجيهه. وقال الجنرال أوليغ كوتشيتكوف إن القوات الروسية في شمال القوقاز حصلت على منصات آلية متحركة أنجزت روسيا صناعتها خلال السنوات العشر الأخيرة، وهي مرتبطة بنظام المراقبة الفضائية «غلوناس» وتتميز بقدرة عالية على الرصد، كما تعد مركز تحكم وإدارة متطوراً جداً لأسلحة الدفاع الجوي . وقال الناطق إن مهمة النظام الذي أطلقت عليه تسمية «بارنوول تي» رصد المجال الجوي واكتشاف الأهداف الجوية المطلوب تدميرها ونقل المعلومات عنها إلى الوحدات القتالية المجهزة بصواريخ اعتراضية.