أعدت الدول المشاركة في دورة الألعاب العربية العدة للحصول على أكبر عدد ممكن من الميداليات الذهبية في ألعاب القوى التي تنطلق منافساتها اليوم (الخميس)، وبالتالي أعداد العدائين والرياضيين وإطلاقهم في الموسم الجديد استعداداً لأولمبياد لندن 2012. وقبل انطلاق الألعاب العربية في الدوحة في 9 الحالي، لم يكن يعتقد أحد أنها ستكون مؤهلة إلى الألعاب الأولمبية فتم أولاً تبني الاتحاد الدولي للسباحة لرياضته في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) قبل أن يحذو حذوه الاتحاد الدولي لأم الألعاب. وأعلن رئيس اللجنة المنظمة للدورة العربية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني الأحد قبل 5 أيام من بدء مسابقات ألعاب القوى، أن الاتحاد الدولي اعتمد منافسات اللعبة المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012. وأضاف الشيخ سعود الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية: «بإمكان الرياضيين العرب المشاركين في منافسات ألعاب القوى في الدوحة 2011 التأهل مباشرة إلى أولمبياد لندن الصيف المقبل في حال تسجيلهم الأرقام التأهيلية المطلوبة خلال منافسات الدورة». ويعتبر هذا التبني من الاتحادين الدوليين حافزاً على العطاء، لكن نظرة متأنية الى الارقام المطلوبة توصل الى نتيجة مفادها انه ليس من السهولة بمكان تحقيقها وانما اقتلاع بطاقات التأهل يحتاج الى تدريب متواصل وعرق كثيف. وحشد المغرب اكبر كتيبة تضم 39 رياضياً (20 رجلاً و19 سيدة)، تليه السعودية (33 رجلاً) ثم قطر المضيفة (23 رجلاً و5 سيدات) والجزائر (12 + 14)، فيما تساوت مصر (10 + 15) والسودان (19 + 6) امام البحرين التي اختارت 9 رجال و7 سيدات معظمهم من نخبة المجنسين ومعظمهم سيشاركون في اكثر من سباق او مسابقة. واذا كان عدد رياضيي ليبيا (10 + 5) لم يتأثر كثيراً بتغيير النظام، فان الامر مختلف جداً بالنسبة الى تونس (8 + 7) والى مصر ايضاً. وتعرض السودان لضربة قاسية غير منتظرة تمثلت في استدعاء الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات من العدائين اللذين يعول عليهما في حصد ميداليتين ابو بكر كاكي خميس ورباح يوسف للخضوع لفحوص الكشف اليوم (الخميس) في اول يوم من منافسات العاب القوى. واسفرت الاتصالات والجهود المبذولة عن سفر ابو بكر كاكي الذي كان يستعد خارج الدوحة الى اليابان لاجراء الفحوص المطلوبة، والابقاء على رابح يوسف الموجود في العاصمة القطرية. ويشتد التنافس عادة بين عدائي عرب افريقيا وعرب آسيا في المسافات القصيرة، ويكون التفوق حليف عدائي المغرب العربي في المسافات المتوسطة والطويلة، بيد ان نظام التجنيس الذي اعتمد منذ اكثر من عقدين من الزمن خلط الاوراق في كل المسافات. وقال رئيس الاتحاد القطري لالعاب القوى عبدالله الزيني ان بلاده ستشارك بكوكبة من النجوم بقيادة البطلين العالميين معتز عيسي برشم حامل ذهبية بطولة العالم للشباب والمتربع حالياً على عرش الوثب العالي عربياً وآسيوياً وخليجياً برقم (35ر2 م) والعداء الموهوب فيمي سيون اوغونودي حامل ذهبيتي سباقي 200 م و400 م في الالعاب الاسيوية الاخيرة في غوانغجو الصينية قبل نحو عام. وعن حظوظ الرياضيين القطريين قال الزيني: «المنافسة قوية لان بعض الدول تشارك بأفضل رياضييها، لكننا نتوقع احراز اكثر من 5 ميداليات ذهبية»، مشيراً الى «اننا نشارك ببعض الرياضيين الشباب، فضلاً عن ثلاثة من اصحاب الخبرة هم راشد الدوسري وخالد حبش وابو بكر كمال». من جانبه، اكد امين السر العام في الاتحاد القطري عادل الباكر ان بلاده جاهزة «بمنتخبي الرجال والسيدات بالصورة التي تعزز من نجاحاتها في هذه الرياضة وستكون البعثة التي استعدت جيداً لهذا الاستحقاق على الموعد»، معتبراً ان المنافسة ستكون «شرسة من جميع المشاركين بعد استعدادات العديد من الدول وحشدها للابطال من اجل تحقيق ميداليات وارقام تعزز من تفوق اي دولة». وتعلق قطر آمالاً كبيرة على عدد آخر من الرياضيين والرياضيات في طليعتهم صامويل فرانسيس الوحيد بين العدائين العرب الذي نزل تحت حاجز 10 ثوان، وهو سيشارك مع اوغونودي في 3 على الاقل من 4 سباقات هي 100 و200 و400 والتتابع 4 مرات 100 والتتابع 4 مرات 400 م. ولا تبدو المنافسة كبيرة كما يراها الزيني والباكر، خصوصاً في المسافات القصيرة وتبقى محصورة في سباق 100 م بالمغربي عزيز اوهادي والسعودي يحيى حبيب بطل آسيا والعرب اكثر من مرة سابقاً، ومواطنه ياسر الناشري والعماني بركات الحارثي، ثاني وثالث الالعاب الاسيوية الاخيرة، فضلاً عن صاحب الذهبية في النسخة السابقة المصري عمرو ابراهيم سيعود. وفي 200 م، سيكون حاضراً اضافة الى قسم من هؤلاء، الاماراتيان بلال وعمر السالفة والكويتيان عبدالعزيز المنديل وعيسى اليوحة وصاحب الذهبية المصري سيعود. وقد تشتد المنافسة في 400 و800 و1500 م، خصوصاً بوجود القطريين اوغونودي وحسين سالمين ومصعب بله والسعوديين محمد الصالحي ويوسف مسرحي وعلي الدرعان والبحرينيين بلال منصور علي واليمو بيكيلي جبري والعراقي عدنان طعيس المنتفج والسودانيين اسماعيل اسماعيل ورابح يوسف، اضافة الى بعض العدائين الشباب من المغرب والجزائر بعد انسحاب الكويتي محمد مطلق العازمي بطل سباق 800 م، بسبب الاصابة خلال التدريب. ووصف مدير المنتخب الكويتي محمد عايض العتيبي غياب العازمي بالخسارة الكبيرة لانه من اقوى المرشحين للفوزية بميدالية ذهبية. وفي المسافات الطويلة (5 الاف و10 الاف ونصف الماراثون)، تبرز اسماء كثيرة منها المغربيان سفيان بوقنطار وجواد لعريس والبحرينيان بيليسوما شوجي جيلاسا ومحبوب محبوب والسعوديان حسين الحمضة ومخلد العتيبي. ولدى السيدات، ستكون اللبنانية غريتا تسلكيان مطالبة بالدفاع عن ذهبيتيها في 100 و200 م امام طموح الجزائرية باية رحولي والسودانيتين نوال الجاك وفايزة عمر. وتنتقل المنافسة في 200 و400 م لتشمل المغرب والسودان والبحرين، فيما تعتبر ذهبية 1500 م مغربية الهوية بين مريم السلسولي وسهام الهلالي، وتعقد مواطنتهما حنان اوهادو العزم على الظفر بذهب 5 الاف م. وتختلف الحال كثيراً في سباق 10 الاف، اذ تنحصر المنافسة بين 3 مشاركات اثنتان من المغرب والثالثة من البحرين وهن سيتوجن جميعاً مهما كان نوع المعدن، فيما تغيب قطر على صعيد الرجال والسيدات عن هذا السباق. وتختلط الأوراق في مسابقات الرمي والوثب وبعض الرياضات الأخرى.