أعلن الأمين العام ل «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، عبدالله البدري، أمس أن الدول الأعضاء تضخ النفط بكميات أكبر من هدف الإنتاج الرسمي، لكن الفائض لا يدفع سعر الخام للانخفاض. وتنبئ التصريحات بأن «أوبك» غير قلقة في شأن توقعاتها التي تظهر تراجعاً في الطلب على نفط المنظمة في 2013. وتجتمع المنظمة في فيينا الشهر المقبل لمراجعة سياسة الإنتاج. وقال البدري خلال «مؤتمر النفط والمال» السنوي في لندن «من المفترض أن ننتج 30 مليون برميل يومياً، لكننا بلغنا 31 مليوناً والسعر ما زال في نطاق 110 دولارات للبرميل، باستشراف 2013 نرى أن الطلب على نفط أوبك سيكون 30 مليون برميل يومياً في المتوسط ومثل ذلك في 2014». ولفت إلى إن السوق استوعبت إمدادات الخام الإضافية من العراق خلال 2012. وقال «أحد العناصر يدخل الصورة، إذا نظرت إلى إنتاج العراق من العام الماضي إلى العام الحالي تجد زيادة 500 ألف برميل يومياً والسوق ما زالت تستوعبها». وفي أحدث توقعاتها قلصت المنظمة تقديراتها للطلب على إنتاجها من الخام في 2013 إلى 29.72 مليون برميل يومياً بانخفاض عن العام الحالي وعن مستوى الإنتاج. في سياق آخر، خفضت «وكالة الطاقة الدولية» تقديراتها للطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من هذا العام بنحو 300 ألف برميل يومياً من تقرير الشهر الماضي في أعقاب الإعصار «ساندي». وتتوقع الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط 670 ألف برميل يومياً هذا العام و830 ألفاً في 2013 إلى 90.4 مليون برميل يومياً أي أقل بمقدار مئة ألف برميل يومياً عن تقديرات الوكالة الشهر الماضي. وأعلنت الوكالة في تقرير «مقارنة بالوضع قبل سنة ارتفع إنتاج النفط العالمي مليوني برميل يومياً، 80 في المئة من الزيادة أنتجتها أوبك من الخام وسوائل الغاز الطبيعي». وأضاف التقرير «ثورة الإمدادات في أميركا الشمالية وقفزة في إمدادات السعودية والعراق إلى أعلى المستويات في 30 سنة وإنتاج روسي قياسي، عوامل ساعدت في تخفيف أثر تراجع الإمدادات من مناطق أخرى». وتوقعت الوكالة نمو إنتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك» 860 ألف برميل يومياً إلى 54.1 مليون برميل يومياً في 2013 بزيادة نحو 150 ألف برميل يومياً عن توقعها السابق. ووفق الوكالة «ما زالت الخلفية الاقتصادية الضعيفة، في ظل توقعات بأن ينمو الاقتصاد العالمي 3.3 في المئة في 2012 و3.6 في المئة في 2013، تكبح التوقعات لنمو الطلب على النفط». نتيجة لذلك خفضت الوكالة تقديرها للطلب على خام «أوبك» بمقدار مئة ألف برميل يومياً هذه السنة ومئتي ألف برميل يومياً في 2013 إلى 30.2 مليون و29.8 مليون برميل يومياً على التوالي وهو أقل كثيراً من إنتاج المنظمة في تشرين الأول (أكتوبر) البالغ 31.15 مليون برميل يومياً. وأشارت إلى أن إنتاج النفط الإيراني زاد في تشرين الأول بعد سبعة أشهر من التراجع نتيجة عقوبات غربية وأن الصادرات انتعشت بقوة بفضل شراء الصين وكوريا الجنوبية مزيداً من الخام. وأوضحت «وكالة الطاقة» أن إنتاج النفط الإيراني ارتفع نحو 70 ألف برميل يومياً إلى 2.7 مليون برميل يومياً في تشرين الأول. وقفزت الصادرات الإيرانية إلى 1.3 مليون برميل يومياً من مليون برميل يومياً في الشهرين السابقين. وقال البدري «لا يوجد نقص في أي مكان بالعالم». وارتفعت إمدادات النفط العالمية بمقدار 800 ألف برميل يومياً في تشرين الأول على أساس شهري إلى 90.9 مليون برميل يومياً بفضل انتعاش الإمدادات من الأميركتين وبحر الشمال. الأسعار إلى ذلك، هبط سعر مزيج «برنت» لما دون 109 دولارات للبرميل منخفضاً للجلسة الثانية وسط مخاوف في شأن نمو الطلب في سوق تنعم بإمدادات وفيرة وفي ظل مشاكل مالية في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وانخفض السعر عند أقرب استحقاق لخام «برنت» 47 سنتاً إلى 108.60 دولار للبرميل بعدما أغلق أول من أمس دون متوسطه المتحرك لمئة يوم البالغ 109.19 دولار. وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف 54 سنتاً إلى 85.03 دولار بعدما أغلق منخفضاً 50 سنتاً. وقال مدير مبيعات السلع الأولية في «نيوإدج» اليابانية، كن هاسيغاوا «هناك كثير من النفط، وفي السوق إمدادات جيدة لكن التوقعات الاقتصادية في الولاياتالمتحدة وأوروبا ضعيفة، ما يؤثر في الأسعار». وأضاف «لكن السوق تلقى دعماً بسبب مخاوف من الوضع في الشرق الأوسط».