يتوقع أن تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط في فيينا «أوبك»، الإبقاء على إنتاجها رسمياً عند حد 25 مليون برميل يومياً، وهو المعدل الذي حافظت عليه المنظمة لقرابة عامين. وكان الإنتاج قد بلغ أكثر من ثلاثين مليون برميل في فبراير الماضي. ومع تقدير الوكالة الدولية للطاقة أن إنتاجها الفعلي، باستثناء العراق، بلغ 27.32 مليون برميل يومياً خلال أكتوبر، قد تصدر المنظمة اليوم بياناً تعِد فيه بالتزام أقوى بالحصص المحددة. ويناقش الوزراء خلال اجتماعهم اليوم تقريراً رفعته المنظمة، تتوقع فيه أن يبلغ حجم الطلب على خام «أوبك» ثلاثين مليون برميل يومياً في المتوسط على مدى النصف الأول من العام الجديد؛ ما يسمح بإعادة بناء المخزونات في الربع الثاني عندما يكون الطلب العالمي على الوقود عند أدنى مستوياته. وبدون أخذ تغيرات المخزون في الحسبان، تتوقع الأمانة العامة أن يبلغ الطلب على خام أوبك 29.9 مليون برميل يومياً في الربع الأول، و28.7 مليون برميل يومياً في الربع الثاني.توقع وزير النفط الكويتي محمد البصيري، أمس، عدم تغيير سقف الإنتاج الحالي،وقال «إن السوق متوازنة حالياً، ولا تشكو من نقص أو زيادة مفرطة في الإمدادات؛ ما أدى إلى استقرار الأسعار نسبياً، وبقائها فوق مستوى مائة دولار للبرميل».من جهته، أعرب وزير النفط الفنزويلي، رفاييل راميريز، أمس، عن اعتقاده أن سوق النفط متاخمة بالمعروض. ودعا، أمس، دول المنظمة، التي رفعت الإنتاج لتعويض فاقد النفط الليبي، إلى أن تخفض إنتاجها مع عودة إمدادات ليبيا إلى مستويات ما قبل الحرب. فيما قال وزير النفط الجزائري، يوسف يوسفي، أمس، «إن العرض والطلب في سوق النفط متوازنان». وأضاف «ينبغي توخي الحذر الشديد بشأن تطورات السوق في المستقبل، لكن العرض والطلب متوازنان حالياً على ما يبدو».من جهته، رأى وزير النفط الإيراني، رستم قاسيم، أن سوق النفط في وضع معقول. وقد خفّضت منظمة «أوبك» توقعاتها، أمس، لنمو الطلب في 2012 بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 1.1 مليون برميل يومياً، وسط مخاطر تتعلق بتباطؤ اقتصادي في دول بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.وقالت المنظمة في تقريرها الشهري «إن إجراءات التقشف المزمعة ليست في منطقة اليورو فحسب، بل في غيرها من اقتصادات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إضافة إلى التباطؤ في اقتصادات نامية، ولاسيما الصين والهند واستمرار ضعف الوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، وهي عوامل تسترعي اهتماماً خاصاً كمخاطر لتراجع اقتصادي».من جهتها، توقعت وكالة الطاقة الدولية، أمس، تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط، العام المقبل؛ نتيجة تدهور التوقعات الاقتصادية. وخفّضت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط في 2011 و2012 حوالى 200 ألف برميل يومياً في ظل عدم استقرار الوضع الاقتصادي العالمي. وقالت «إن إمدادات منظمة «أوبك» بلغت أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات في نوفمبر، وهو مستوى كاف لتلبية الطلب وإعادة تكوين المخزونات في العام المقبل».