طهران، لندن - رويترز - أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس ان الطلب العالمي على النفط سيسجل أكبر تراجع سنوي منذ 1981 في وقت يجاهد فيه الاقتصاد للانتعاش. وأضافت الوكالة التي تقدم النصح ل 28 دولة متقدمة في تقريرها الشهري، ان الطلب سينخفض 2.56 مليون برميل يومياً عام 2009. وكانت توقعت في تقريرها السابق انخفاضاً بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً. ولفتت إلى ان ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ ستة شهور هذا الأسبوع، يرجع إلى عامل نفسي أكثر من تأثر بأساسيات العرض والطلب. وانخفضت أسعار النفط إلى ما دون 57 دولاراً للبرميل بعد صدور التقرير. وقال رئيس قطاع النفط والاسواق في الوكالة ديفيد فايف في حديث الى وكالة «رويترز»: «يبدو ان سعر النفط ارتفع قليلاً في الشهر الماضي، نتيجة انتعاش اسواق الأسهم وتوقعات بتحسن اقتصادي». وأضاف: «لكننا لا نشهد انعكاساً لذلك في بيانات الطلب الأولية حالياً». وجاءت توقعات الوكالة بعد يوم من خفض منظمة «أوبك» تقديراتها للطلب. وأشارت أيضاً إلى ان «أوبك» تضخ مزيداً من النفط، ما يشير إلى ان ارتفاع الأسعار شجع الأعضاء على تقليل التزامهم خفض الانتاج المتفق عليه. ورجحت الوكالة ان يبلغ الطلب العالمي في المتوسط 83.2 مليون برميل يومياً هذه السنة، بينما كانت تقديرات الشهر الماضي تشير الى 83.4 مليون برميل يومياً. وارتفع مخزون الخام في الدول المتقدمة إلى أعلى مستوى منذ 1993 بسبب الكساد العالمي. وجاءت توقعات الوكالة أقل بكثير من 84.03 مليون برميل يومياً توقعتها «أوبك» في تقريرها الشهري أول من أمس. ومع تباطؤ النمو، رفعت الوكالة توقعاتها للامدادات من دول خارج «أوبك» بمقدار 50 الف برميل يومياً على أساس استقرار نسبي في انتاج بحر الشمال، وبيانات أولية عن الانتاج جاءت أكبر من المتوقع من روسيا. وتوقعت ان ينخفض اجمالي الانتاج من خارج المنظمة إلى 50.3 مليون برميل يومياً، من 50.6 مليون برميل يومياً في 2008. وأكدت ان ارتفاع انتاج النفط في نيسان (ابريل) خفض معدل التزام «أوبك» المتفق عليه إلى 78 في المئة، مقارنة ب83 في المئة في المتوسط في آذار (مارس). وارتفع المخزون في الدول المتقدمة مرة أخرى ليبلغ مستوى يغطي الطلب 62.4 يوم في نهاية آذار وهو معيار ترقبه «أوبك» عن كثب. وتعتبر المنظمة ان 52 يوماً مستوى مريح. يذكر أن بيانات المخزون في آذار هي الأعلى منذ 1993. إلى ذلك، قال وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري إنه يرى دلائل على تحسن الطلب على النفط من الصين والهند، وان ذلك قد يساعد على تعزيز الأسعار. وتجتمع «أوبك» في فيينا في 28 أيار (مايو) الجاري للبحث في حصص الإنتاج. كما ان الدولتين هما من كبار مستوردي النفط الخام من إيران، خامس أكبر مصدر للنفط في العالم. والثلثاء الماضي نُقل عن مندوب إيران الدائم لدى «أوبك» محمد علي خطيبي قوله ان خفض انتاج «أوبك» بدرجة أكبر ضروري، مشيراً إلى ارتفاع المخزون في الدول المستهلكة. وانخفض سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 1.20 دولار إلى 56.82 دولار للبرميل بعد ان بلغ 60 دولاراً الثلثاء الماضي. وهبط سعر مزيج «برنت» 1.16 دولار إلى 56.18 دولار للبرميل. وأعلنت «أوبك» ان متوسط أسعار سلتها واصل الارتفاع إلى 57.16 دولار للبرميل أول من أمس، من 56.76 دولار.