إسلام آباد – رويترز، يو بي آي – جمّد الكونغرس الأميركي، في اطار مشروع قانون دفاعي، مساعدات قيمتها 700 مليون دولار لباكستان، في انتظار تقديمها أدلة تثبت انها تساعد في محاربة انتشار العبوات الناسفة البدائية الصنع في المنطقة، ما ينذر باحتمال خفض مبالغ اميركية أكبر في المستقبل، وزيادة تدهور العلاقات بين البلدين، في وقت تعتبر باكستان إحدى أكبر الدول التي تتلقى مساعدات اميركية خارجية تقدر ببلايين الدولارات سنوياً. وتؤكد واشنطن عدم رضاها عن الإجراءات التي تتخذها إسلام آباد ضد الجماعات المتشددة على اراضيها. وتتهم اجهزة الاستخبارات الباكستانية بمساعدة المتشددين، وذلك بعد كشف اختباء زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن لسنوات في بلدة أبوت اباد، قبل ان ينفذ الجيش الأميركي عملية سرية لتصفيته مطلع ايار (مايو) الماضي. وفيما تشكل العبوات الناسفة المصنوعة من مادة نيترات الأمونيوم التي تهرب عبر الحدود من باكستان، السلاح الأكثر فاعلية الذي يستخدمه المتشددون في مواجهة قوات التحالف الدولي في أفغانستان، صرح هاوارد مكيون العضو الجمهوري في مجلس النواب الأميركي لصحافيين: «نريد ان تؤكد باكستان انها تواجه العبوات الناسفة البدائية الصنع في اراضيها، والتي تستهدف قواتنا في التحالف». ولمّح عبد الباسط، الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية، الى ان ضغط الولاياتالمتحدة سيضر بالعلاقات، وقال: «نؤمن بالنهج القائم على التعاون بدلاً من اتخاذ إجراءات يمكن أن تزيد التعقيدات». اما السناتور الباكستاني سالم سيف الله الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الباكستاني، فحذر من ان قرار الكونغرس الأميركي «غير حكيم»، مستبعداً ان يجلب الخير». ورصدت الولاياتالمتحدة نحو 20 بليون دولار من المساعدات لباكستان منذ عام 2001، استهدف القسم الأكبر منها محاربة المتشددين. لكن أعضاء الكونغرس الأميركي يشعرون بإحباط متزايد من جهود باكستان في الحرب. واقترح اعضاء في الكونغرس ربط المساعدات الأميركية لباكستان بمزيد من التعاون في محاربة المتشددين، مثل «شبكة حقاني»، التي تعتقد واشنطن بأنها تنطلق من باكستان وتحارب القوات الأميركية في افغانستان. اما إسلام آباد فتؤكد انها تبذل قصارى جهدها لمحاربة «القاعدة» و «طالبان»، وأنها فقدت آلافاً من جنودها منذ أن انضمت للحرب على الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2001، وبعضهم على أيدي جنود التحالف، آخرهم 24 سقطوا في غارة شنتها مروحيات تابعة للحلف الأطلسي على مركز عسكري حدودي مع افغانستان نهاية الشهر الماضي، علماً ان إسلام آباد ردت بإغلاق ممر لعبور إمدادات القوات الأجنبية في افغانستان. على صعيد آخر، حررت الشرطة الباكستانية 45 شخصاً بينهم أطفال قيدوا وتعرضوا لتعذيب داخل قبو مدرسة «فيصل» الدينية التي تقع داخل مخيم افغاني في كراتشي (جنوب)، مشيرة الى ان مسؤولي المدرسة زعموا أنهم ارادوا معالجة هؤلاء الاشخاص من الإدمان على المخدرات. واوضح المسؤول في الشرطة راو أنور ان الاشخاص المحررين تتراوح أعمارهم بين 12 و50 سنة، ومعظمهم من البشتون وبينهم بعض مدمني المخدرات ومتخلفون عقلياً وآخرون شاركوا في جرائم اخرى لذا جرى تعذيبهم وتقييدهم بسلاسل كي لا يهربوا». وكشف ان ادارة المدرسة نفذت برنامجاً لإعادة التأهيل، وتلقت اموالاً من أقارب المحتجزين. وصرح وزير الداخلية رحمن مالك بأن «الفتيان سجنوا كالحيوانات»، علماً ان محتجزاً يدعى زين الله خان (21 سنة) قال: «بقيت في القبو نحو شهر لم أر خلالها السماء او الشمس مرة واحدة». وأضاف: «كانوا يجلدونني بسوط، وأجبرت على التسول للحصول على الطعام». بدوره، قال الطالب محيي الدين: «وضعوني في القبو طيلة الشهر الماضي، وكنت مقيداً بسلاسل. عذبوني بشدة خلال هذه الفترة. كانوا يضربونني بعصي». واتهم 5 أشخاص بصلتهم بالمدرسة الدينية، فيما فرّ مديرها. واعلنت السلطات انها ستعيد الأشخاص المحررين الى عهدة أقاربهم.