توشك أزمة في العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة أن تزداد حدة فيما يبدو بعد أن وافقت لجنة تابعة للكونجرس الامريكي على تجميد 700 مليون دولار من المساعدات لباكستان حتى تقدّم إسلام آباد تأكيدات على انها تساعد في محاربة انتشار العبوات الناسفة بدائية الصنع في المنطقة. وباكستان واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الامريكية الخارجية. ويمثل هذا المبلغ المعلن نسبة صغيرة من المليارات من المساعدات المدنية والعسكرية التي تحصل عليها كل عام. لكن خطوة مثل هذه ربما تكون ايذاناً بخفض مبالغ اكبر مع تزايد المطالب في الولاياتالمتحدة بمعاقبة الباكستانيين على إحجامهم عن اتخاذ اجراءات حاسمة ضد الجماعات المتشددة، بل واتهامهم بمساعدتها أحياناً، وذلك بعد عملية أمريكية سرية استهدفت بلدة أبوت اباد العسكرية الباكستانية أسفرت عن قتل زعيم تنظيم القاعدة. ومن أكثر الاسلحة فاعلية التي يستخدمها المتشددون العبوات الناسفة بدائية الصنع في مواجهة القوات الامريكية وقوات التحالف في أفغانستان. وتصنع الكثير من العبوات باستخدام نترات الامونيوم وهو مخصب يشيع استخدامه ويجري تهريبه عبر الحدود من باكستان. وجرى الاتفاق على تجميد المساعدات الامريكية في اطار مشروع قانون دفاعي من المتوقع اقراره هذا الاسبوع. وصرّح هاوارد مكيون العضو الجمهوري في مجلس النواب الامريكي للصحفيين بأن الولاياتالمتحدة تريد تأكيدات على أن باكستان تواجه العبوات الناسفة بدائية الصنع في بلادها والتي تستهدف قواتنا في التحالف. خصصت الولاياتالمتحدة نحو 20 مليار دولار من المساعدات الامنية والاقتصادية لباكستان منذ عام 2001 أغلبها في صورة مساعدات لمحاربة المتشددين.. لكن أعضاء الكونجرس الامريكيين أصبحوا يعبّرون عن احباط متزايد من جهود باكستان في الحرب. وألمح عبد الباسط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية الى أن الضغط من الولاياتالمتحدة سيضرّ بالعلاقات. وقال: نحن نؤمن بالنهج القائم على التعاون بدلاً من اتخاذ اجراءات من الممكن أن تكون نتيجتها الوحيدة هي زيادة الامور تعقيداً. وخصصت الولاياتالمتحدة نحو20 مليار دولار من المساعدات الامنية والاقتصادية لباكستان منذ عام 2001 أغلبها في صورة مساعدة لمحاربة المتشدّدين. لكن أعضاء الكونجرس الامريكيين أصبحوا يعبّرون عن احباط متزايد من جهود باكستان في الحرب. وكانت هناك اقتراحات عديدة لجعل المساعدات الامريكية الى باكستان مرهونة بالمزيد من التعاون في محاربة المتشدّدين مثل شبكة حقاني التي تعتقد واشنطن أنها تنطلق من باكستان وتحارب القوات الامريكية في أفغانستان. غير ان زعماء باكستان المدنيين حذروا في الماضي من خفض المساعدات قائلين ان هذه الخطوة ستزيد من استياء الرأي العام الباكستاني. وتقول باكستان انها تبذل قصارى جهدها لمحاربة تنظيم القاعدة وطالبان وفقدت آلاف الجنود منذ أن انضمت للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة عام 2001 وبعضهم على أيدي قوات التحالف. واتهمت اسلام اباد حلف شمال الاطلسي بتعمّد قتل 24 جندياً باكستانياً في غارة جوية قرب الحدود مع أفغانستان في الشهر الماضي وأغلقت ممر وصول الامدادات للقوات الاجنبية في أفغانستان رداً على ذلك. ومن الممكن أن يدفع قرار تجميد المساعدات باكستان الى تشديد موقفها تجاه واشنطن. وقال الجنرال السابق والمحلل الامني طلعت مسعود: أعتقد أن الجانب الباكستاني سيفهم نوع الاشارة الصادرة.. والتي تظهر أن المسألة ليست مسألة مساعدات فحسب. وتابع: سيتأثر موقف الولاياتالمتحدة والعلاقة معها بهذه الاجراءات لأنهم يعلمون أن باكستان لن تكون في وضع يسمح لها بالسيطرة على التهريب. معهد خاص يجهّز طلابه للقتال من ناحية ثانية قال مسؤولون الثلاثاء إن الشرطة في جنوبباكستان عثرت على 68 شخصاً وقد صفدوا واحتجزوا في الطابق السفلي من معهد ديني. وجرى إنقاذ الاشخاص، وتتراوح أعمارهم بين 4 و54 عاماً، في وقت متأخر الاثنين عند مداهمة معهد جمعية مسجد زكريا قندلي في ضاحية سوهراب جوث بمدينة كراتشي. وقال نديم رؤوف محقق الشرطة إنه كان من بين المحتجزين 14 طفلاً و54 رجلاً. وذكر رؤوف أن «آباء وأقارب هؤلاء الأشخاص ألحقوهم (بالمعهد) من أجل إصلاحهم، نظراً لأن بعضهم كان يتعاطى المخدرات والبعض كان يعاني من مرض عقلي.. وكانت إدارة المعهد تحصل على 5 آلاف روبية (حوالي 57 دولاراً) شهرياً من أسرة كل شخص». وقال بعض هؤلاء الأشخاص للشرطة ووسائل الإعلام إنهم كانوا يتعرّضون للتعذيب وأن المسؤولين في المعهد كانوا يريدون إعدادهم للجهاد. وأوضح أحدهم في حديث لقناة «جيو» التليفزيونية الباكستانية بالقول «إننا نتحوّل إلى مجاهدين هنا.. إننا نتحوّل لعناصر من طالبان هنا.. يقولون لنا إنه ينبغي عليكم التدرب هنا، ثم سنرسلكم للقتال». وألقت الشرطة القبض على أحد الشيوخ من العاملين بالمعهد فيما تمكّن أربعة آخرون من الفرار. وأصدر وزير الداخلية عبدالرحمن مالك تعليماته لشرطة كراتشي بجمع معلومات عن أسر هؤلاء الاشخاص وتحديد ما إذا كان يجري تدريبهم للقيام بأعمال إرهابية. وتشتبه السلطات منذ فترة طويلة بأن عدداً من آلاف المعاهد الإسلامية بأنحاء باكستان يقوم بتجنيد مقاتلين من الدارسين وإرسالهم للتدرّب في مناطق قبلية على طول الحدود مع أفغانستان.