قدّم قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة جائزة «نجيب محفوظ للرواية « للعام 2011 إلى الشعب المصري، تقديراً «لإبداعه الأدبي الثوري»، وذلك مواكبةً للاحتفال بمئوية نجيب محفوظ (1911-2006). وأعلنت مديرة الجائزة، سامية محرز، أن القيمة المادية الرمزية للجائزة (ألف دولار) ستُنفق على نقش تذكاري على مدخل مقر الجامعة الأميركية المواجه ل «ميدان التحرير»، حيث اشتعلت «ثورة 25 يناير» في وسط القاهرة. وأوضحت في كلمة ألقتها خلال حفلة إعلان الفائز بجائزة نجيب محفوظ، التي أقيمت مساء أول من أمس في «ساقية الصاوي»، إن هذا النقش سيعبّر عن تقدير مانح الجائزة «للحرية الجديدة في التعبير الثقافي، والتي اتسمت بها الانتفاضة الشعبية في مصر». وقالت : «نجح المصريون خلال الأشهر الماضية، في إحداث ثورة في تراثهم الثقافي والشعبي»، معتبرة أن الكتابة والرسم على الجدران والشوارع أثناء الثورة، أي فنون الثورة، فضلاً عن أشكال وطرائق تعبير مختلفة برزت من خلال وسائل التواصل الحديثة، هي «من أهم الأسلحة التي ساندت المصريين خلال أصعب اللحظات المأسوية التي مرت عليهم طوال أيام الثورة». وجاء في حيثيات منح الجائزة أنه «لمناسبة الذكرى المئوية لميلاد نجيب محفوظ، والتي تتزامن وقيام الحركات الثورية التاريخية في مصر والعالم العربي، وتقديراً للطاقة والإنتاج الثوري الإبداعي المتميز والملهم للشعب المصري منذ كانون الثاني (يناير) 2011 فنزل إلى الشوارع، ليس فقط لإعادة رسم خريطة مستقبله، بل المنطقة بأسرها وما وراءها، سيتم إهداء جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي إلى الشعب المصري لإبداعه الأدبي الثوري». ويشار إلى أن لجنة التحكيم ضمّت سامية محرز، والنقاد هدى وصفي وجابر عصفور ومحمد برادة وفخري صالح، ومدير قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة مارك لينز. موثّق الثورات وخلال الحفلة قال وزير الثقافة المصري السابق عماد أبوغازي: «إن عشق نجيب محفوظ للتاريخ، على رغم دراسته للفلسفة، جعل منه موثّقاً لثورات مصر بامتياز، كما كان فاعلاً في تطوير الوعي الثوري للشعب المصري بمواقفه المدافعة عن الديموقراطية وحقوق الإنسان». وأضاف أن «تزامن امتدادات ثورة يناير، مع الاحتفال بمئوية نجيب محفوظ، هو وسام جديد على صدر هذا المصري الشجاع الذي عاش من أجل تحقيق كرامة المصريين وجعل من إبداعه تاريخاً لبناء كرامة الإنسان». وتحدث أيضاً الروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي سبق له الفوز بالجائزة نفسها، مشيراً إلى أن «أهمية إبداع نجيب محفوظ الثوري لا تكمن في ما كتبه أو سجله من أحداث فحسب، لكن أيضاً في الثورة التي أحدثها في أشكال الكتابة، إذ صاغ هذه الأحداث الثورية في مجموعة من الأعمال المهمة مثل «اللص والكلاب» و»ميرامار» وغيرهما». وأضاف: «نجح نجيب محفوظ من خلال هذه الأعمال في أن يحدث ثورة على الأشكال الأدبية السائدة، أنتجت جيلاً من الكتاب المتأثرين بها». وخلال الحفلة، التي حضرتها أرملة نجيب محفوظ، عطية الله، وابنتاه فاطمة وأم كلثوم، احتُفل أيضاً بصدور «المكتبة المئوية لنجيب محفوظ»، وهي عبارة عن 20 مجلداً تضم أعمال محفوظ الفائز بجائزة نوبل للآداب 1988، والتي تُرجمت إلى الإنكليزية، وتشمل كل رواياته وثلاث مجموعات قصصية، وكتابَي «أحلام فترة النقاهة» و»أصداء السيرة الذاتية». واحتُفي بصدور ترجمة جديدة لرواية «زقاق المدق» أنجزها همفري دايفس. يذكر أن قائمة الفائزين بجائزة نجيب محفوظ التي بدأ منحها في العام 1996، تضم إبراهيم عبد المجيد، خيري شلبي، حمدي أبو جليل، يوسف أبو رية، أمينة زيدان، سحر خليفة، أحلام مستغانمي، إدوار الخراط، مريد البرغوثي، خليل صويلح، وميرال الطحاوي.