وصف الروائي المصري جمال الغيطاني الهجوم على نجيب محفوظ وأدبه بأنه "ردة" فكرية وإبداعية تريد أن تأخذ مصر إلى الوراء، لافتاً إلى أن الهجوم على الإبداع والأدب فكر وافد على مصر غريب عنها يريد أن يكمم الأفواه ويقصف الإبداع. أما الناقد سمير فريد فاعتبر الهجوم على محفوظ بهذه الطريقة اغتيالا جديدا لنجيب محفوظ، مع استمرار السكوت المريب من قبل الأدباء والمفكرين والإعلام على الإهانات المتكررة لمحفوظ. وتشهد مصر منذ مطلع ديسمبر الجاري احتفاليات متعددة بمئوية نجيب محفوظ حتى إنه لا تكاد توجد جهة ثقافية أو جامعة، أو مكتبة فضلاً عن وسائل الإعلام إلا وكان لها احتفالية خاصة بمئوية محفوظ. وواكب ذلك ردود فعل للصعود المباغت للتيارات الإسلامية في مصر التي كشفت عنها المرحلتان الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية، ومهاجمة عدد من رموز التيارات الإسلامية لأدب نجيب محفوظ بخاصة الشيخ عبدالمنعم الشحات. واستبق الشحات الاحتفاليات بمهاجمة أدب محفوظ، مؤكدا أنه سبب الانحلال الأخلاقي في المجتمع المصري، مستشهدا بثلاثية محفوظ التي تحدثت، حسب قوله عن الغرز والحشيش وإظهار الحركة الوطنية في مصر قبل عام 1952، بأنها كانت تدار من داخل عوامات الراقصات. ودشنت الاحتفاليات مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "إعادة اكتشاف نجيب محفوظ" في بيت السحيمي أحد البيوت الأثرية القريبة من منطقة الجمالية بالقاهرة، مكان ميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ ومعظم شخصياته الروائية. تضمنت الاحتفالية وقفة بالورود والشموع أمام منزل نجيب محفوظ بمشاركة زوجته وابنتيه مع فرقة حسب الله للفنون الشعبية، ثم مسيرة كرنفالية في شارع المعز لدين الله الفاطمي، حملت فيها أعلام وأغلفة الكتب والأفلام والمطبوعات والبوسترات الخاصة بأعمال محفوظ، وشخصيات من روايات نجيب محفوظ بملابسها المميزة للفترة التاريخية التي تنتمي إليها أعمال محفوظ على أنغام فرق فنية. شارك في الاحتفالية 30 كاتبا وروائيا ألقوا مقطوعاتهم السردية (حكيا- وشهادة – ونصوصا) عن أعمال محفوظ أو عن حياته الشخصية ككاتب وإنسان. كما شهدت احتفالية المكتبة عرض أهم أفلام نجيب محفوظ، إضافة إلى عقد ندوات عقب كل فيلم مع نقاد في السينما، ومعرضا لمؤلفات محفوظ، ومعرضًا لصور تمثل مراحل حياته المختلفة، والأفيشات الأصلية للأفلام التي كتب السيناريو لها، وفعاليات ثقافية متنوعة. وبهذه المناسبة أصدر طابع بريدي صممه الطابع سامح عبده أحد مصممي الجرافيك الشباب من أبناء البريد المصري. وأقامت ساقية الصاوي احتفالية خاصة بنجيب محفوظ، كما شهدت الهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب ودار الأوبرا، والمجلس الأعلى للثقافة احتفالات بمئوية محفوظ، حيث عقدت ندوات وحلقات نقاشية تناولت الجوانب المختلفة في حياة محفوظ، إلى جانب امتداد الاحتفالات إلى الفروع الثقافية بالأقاليم. واحتفلت الجامعة الأميركية في القاهرة بطريقتها وأهدت جائزة نجيب محفوظ لعام 2011 في الإبداع الأدبي إلى إبداع ثورة 25 يناير؛ تقديراً للإنتاج الإبداعي الثوري المتميز والملهم للشعب المصري، الذي نزل للشارع لإعادة رسم خريطة مستقبله.