مع بدء فصل الشتاء، برز اهتمام تربوي شديد بجانب الصحة المدرسية، بعد أن ساد نقاش حاد بين الأوساط التعليمية، عما إذا كانت المدارس ملتزمة بالحد الأدنى من الشروط الصحية في مقاصفها المدرسية. وفي مجمعات «ابن خلدون التعليمية» كشف الاختصاصيون العاملون فيها عن شروط صارمة لمحتويات «المقاصف»، واستقطاب كفاءات مهنية، تُخضع المنشآت التربوية للقواعد الصحية. ويرى المدير العام للشركة ثنيان بن عبدالعزيز الثنيان أن البيئة المدرسية ذات المواصفات الصحية القياسية كانت من أهم أولوياتنا عندما بدأت فكرة مدارسنا تخطو خطواتها الأولى، فالبيئة المدرسية هي إحدى مكونات الصحة المدرسية، ومن المؤكد أن المبنى المدرسي وتصميمه يساعد بشكل كبير في تنفيذ برامج الصحة المدرسية بصورة نموذجية، وكلما كان المبنى جديداً كان ذلك أفضل، مع ضرورة أن تكون لإدارة المدرسة خطط صيانة ومحافظة مستمرة. في حين أكد المدير الأكاديمي للمدارس الدكتور عبد الله المعيلي أن البرامج الصحية والتوعوية في مدارس ابن خلدون تستمر في المدارس كافة على مدار العام، ونحاول أن نكون نموذجاً جيداً للمتطلبات الصحية التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن المدارس وافرت طاقماً صحياً للمدارس لتحقيق المبدأ التكاملي في الصحة المدرسية الذي لا يكتفي بمجرد التثقيف النظري، بل إن هذا الفريق على استعداد كامل على مدار اليوم الدراسي لتقديم ما يلزم من إسعافات أولية، إضافة إلى دوره التثقيفي والتوعوي. بينما تؤكد رئيسة قسم التثقيف الصحي في مدارس ابن خلدون هبة الله زكي حافظ أن قسم التثقيف الصحي يقوم بجهود توعوية كبيرة خلال العام الدراسي، بدءاً من الدورات التوعوية والمطويات الصحية واللوحات الجدارية، وغيرها من النشاطات التي تمتاز بها المدارس. وأضافت هبة الله أن الجهود التثقيفية تتنوع بين التثقيف الصحي، الجسدي والنفسي، لذا فقد وجه قسم التثقيف الصحي جهوده لأنشطة توعوية منها ما يتعلق بالتواصل مع أولياء الأمور؛ ففي «رسالة إلى ولي الأمر: كيف تتعامل مع ابنك المراهق أو ابنتك المراهقة؟» تتضح الكثير من الأساليب الخاطئة في التعامل الأسري بين جيل الآباء والأبناء في هذه الفترة الحرجة من العمر، ونتائج تلك الأساليب الخاطئة، وتقوّم تلك الأساليب، وطرح الطرق الصحيحة في التعامل مع الأبناء المراهقين والمراهقات، وما ينتج عن تلك الطرق من التعامل الجيد. وتوضح مسؤولة التثقيف الصحي أن الأهداف التي يسعى القسم لتحقيقها تتمثل في الارتقاء بصحة الطالبات والعاملات بالمدارس بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. وتسعى برامجنا إلى توفير المكونات الرئيسية الصحية في المدرسة وهي: التربية الصحية، وتحسين البيئة المدرسية، والخدمات الصحية، والتغذية الصحية وسلامة الغداء، والصحة النفسية والإرشاد، والعلاقة النفسية السوية مع المجتمع والأسرة. أما عن الناحية الصحة الجسمانية تعتمد على جوانب، من أهمها التوعية، في مثل النشاطات المختلفة التي قام بها قسم التثقيف الصحي حول «التغذية الصحية»، إذ تؤكد منسقة في القسم فاطمة الشهري أن عدم الالتزام بتناول الغذاء الصحي السليم يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية التي قد تؤثر على حياة الإنسان لفترة طويلة، وهي تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، فدرجات نمو الإنسان في الطفولة تختلف عنها في المراهقة. وفي هذا السياق أعدت الشهري دراسة قدمت فيها أهمية تناول الأطعمة المختلفة، وطرق تكوين الوجبات المتكاملة، عالجت فيها الأخطاء الغذائية الشائعة لطلاب المدارس، اعتمدت فيها على إحصاءات سعودية وأخرى دولية حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO). وأوضحت الدراسة أن عدم ممارسة الرياضة يعتبر من الأسباب الرئيسية للعديد من المشكلات الصحية التي تكثر في الأوساط الطلابية، كأمراض السمنة وزيادة الوزن، وتقلب المزاج، وقلة ساعات النوم، والصداع، والإرهاق المستمر، والتوتر والقلق، إضافة إلى احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة الأخرى الناتجة عن ضعف الحركة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم. ومن هذا المنطلق أوصى اختصاصيو اللياقة بممارسة بعض الحركات الدورية اليومية كصعود الدرج ونزوله من دون الاعتماد على المصعد، والسير على الأقدام إلى أماكن قريبة، ومشاركة أفراد العائلة المشي خارج المنزل. وكشف المشرف العام على المقاصف في المدارس عمرو الجندي أن دور المقصف ليس كما يظنه كثيرون عملاً تجارياً ربحياً، بل هو في المقام الأول عمل صحي نموذجي، فالمقصف يساعد الأبناء على توفير وجبات صحية متكاملة غذائياً. وأكدت إدارة المدارس بالتعاون مع مسؤولي النشاط الصحي في المدارس على ضرورة الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن، لما له من أهمية كبيرة في نمو الطالب جسمياً وذهنياً، فبجانب دور المدرسة التعليمي تقوم بواجبها التثقيفي المتمثل في توعية الطلاب وتعويدهم علي تناول الغذاء الصحي السليم. ويضيف الجندي أنه كان يتوجب علينا منذ إنشاء مدارس ابن خلدون أن تحوي المقاصف في مدارسنا وجبات ذات قيمة غذائية عالية ومتوازنة، عصائر طبيعة بأنواعها، والحليب ومشتقاته، والتمور والفواكه بأنواعها، والابتعاد عن المأكولات ذات السعرات الحرارية العالية التي تصلنا تقارير منتظمة بضرورة تجنبها. وكانت شركة ابن خلدون التعليمية، لشدة اهتمامها بالجانب الصحي في مدارسها، استقطبت اختصاصية من مستشفى الملك فيصل التخصصي، لإدارة هذا الجانب الحساس في منشآتها التربوية. ... وأرقام قياسية للطالبات على «اليوتيوب»! مركز التدريب يبدأ عامه بتصميم 65 برنامجاً