إن الحديث عن وطن في المقدمة لا يمكن فصله عن دور المدرسة كمؤسسة تعليمية في تهيئة وتنشئة أفراد هذا الوطن ليحتلوا مكانتهم كمواطنين فاعلين، وإن الفشل الكبير الحاصل اليوم في أغلب تلك المؤسسات التعليمية ناتج عن مفهوم أن المدرسة لا تقوم فقط إلا بتنمية مواهب الطفل العقلية والفكرية فقط وإهمال تأثير الصحة البدنية من غذاء صحي متوازن وبرامج رياضية أساسية وليست ترفيهية في رفع مستوى التحصيل الدراسي خصوصا مع التغيير الحاصل اليوم في طبيعة المناهج المدرسية المواكبة للتطور العلمي والتكنولوجي الحديث والتي تتطلب الحضور البدني بجانب الحضور الذهني، إن ذلك الإهمال أدى إلى الكثير من حالات سوء التغذية وفقر الدم والهزال وعدم التركيز مما أحدث صع وبة في رفع المستوى الذهني والفكري للطلاب بما يتناسب مع التطور الحاصل في طبيعة المناهج التعليمية مما أفقد المدرسة قيمتها الفعلية. يعتبر المقصف المدرسي المنشأة الغذائية الوحيدة التي تقوم بتوفير وتقديم الطعام للطلاب داخل المدرسة وبنظرة سريعة نجد أن تلك المقاصف المدرسية متدنية من حيث مستوى الجودة ومن حيث نوعية الأغذية المقدمة غير الصحية ذات القيمة الغذائية المنخفضة حيث تغص تلك المقاصف بالأطعمة المحلاة والمشبعة بالدهون كالحلويات بأنواعها والسكاكر المحتوية على الأصباغ الصناعية والفطائر والشكولاته بأنواعها المشبعة بالدهون والعصائر المحلاة بدلا عن العصائرالطبيعية والتشيبس وغيرها، هذا الواقع فعلا أدى إلى خلق ثقافة غذائية سيئة غير صحية وبالتالي سلوك غذائي غير صحي عند هذا النشء، فالمدرسة بالتالي تناقض فعليا مع وجود تلك المقاصف ما تدعو إليه نظريا حيث العقل السليم في الجسم السليم. وللخروج من تلك الازدواجية على المدرسة أن تعي دورها فعليا بتقديم وجبات غذائية صحية متكاملة تحوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو الذهني والجسدي بإشراف اختصاصي التغذية المؤهلين للقيام بمثل هذا النوع من الإشراف وتفعيل الاشتراطات الصحية فعليا لا أن تكون حبر على ورق فقط فصحة الطلاب فوق كل اعتبار ومنها الاعتبار المادي، وإلى حين أن تفيق وزارة التربية والتعليم من سباتها تقع على الأسرة مسؤولية توعية أبنائها غذائيا بأهمية الغذاء الصحي في النمو الذهني والجسدي وان يكون ذلك متماشيا مع نوعية الأطعمة المقدمة في المنزل ومن ثم مساعدتهم فعليا من ناحية تحضير الوجبات الصحية منزليا حتى لا يجبر ابناؤها تحت وطأة الجوع على شراء تلك الأطعمة المدرسية، عندها لن ترى المدرسة في المقصف المدرسي وسيلة للربح وان كان ذلك على حساب صحة أبنائها. * التثقيف الصحي