طهران – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت إيران أمس، أنها لن تعيد إلى الولاياتالمتحدة طائرة استطلاع من دون طيار «أسقطتها» الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنها ستنتج قريباً نسخة منها. في غضون ذلك، رأى رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في إيران محمد جواد لاريجاني أن «الغرب ينشط في خمس جبهات ضد إيران: الجبهة الداخلية، العقوبات، الغزو الفكري والثقافي، تشويه السمعة الدولية لإيران، وعرقلة تقدمها العلمي من خلال زعزعة أمنها واغتيال علمائها». على صعيد طائرة الاستطلاع الأميركية، شدد الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، على أن انتهاكها الأجواء الإيرانية يشكّل «عملاً عدائياً»، مهدداً بردّ «أكبر». وقال: «لا أحد يعيد رمز العدوان، إلى جانبٍ سعى إلى معلومات سرية وحيوية متصلة بالأمن القومي لبلد». واعتبر إسقاط الطائرة انتصاراً لإيران وهزيمة للولايات المتحدة في حربهما الاستخباراتية والتكنولوجية، لكنه رفض كشف تفاصيل عن كيفية تحقيق ذلك، قائلاً: «ثمة مبدأ في حروب التجسس، يفيد بأن الطرف الذي ينجح فيها، يخفي أساليبه. لذلك لا يمكننا كشف أساليب الرصد والإشراف وكشف المحاولات التجسسية للأعداء، والأساليب التقنية والتكتيكية للتغلب عليهم». وأشار سلامي إلى أن الطائرة الأميركية، وهي من طراز «آر كيو - 170 سنتينيل»، هي «قريبة من التقنيات الإيرانية في مجال الطائرات من دون طيار»، مضيفاً: «نُعتبر البلد الثاني في العالم في تكنولوجيا الطائرات من دون طيار، ولدينا طائرات تستخدم تقنية الشبح واختُبرت بواسطة أدق الرادارات. الفجوة التكنولوجية بين إيرانوالولاياتالمتحدة ليست كبيرة». ولفت إلى أن ايران لم تتسلّم الى الآن طلباً من روسيا والصين لتفحص الطائرة، لكنه زاد: «طبيعي أن كل الدول المتطورة في العالم، خصوصاً التي تخوض حرباً استخباراتية مع أميركا، متعطشة للحصول على تفاصيلها». في الوقت ذاته، أعلن حسين إبراهيمي، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن «القوات الإيرانية ستتمكن، اعتماداً على قدراتها العلمية، من محاكاة تصميم الطائرة الأميركية وإنتاج نسخة منها». وشدد على أن «إيران تتمتع بقدرات متعددة وتملك تكنولوجيا ثمينة يجهلها أعداؤها». أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فاعتبر إسقاط الطائرة «درساً لأميركا ولكل دولة تحاول مواصلة عدائها لطهران»، مضيفاً: «على واشنطن الكف عن عدائها لإيران، وبلادنا مستعدة وقادرة على الدفاع عن نفسها وسيادتها». ورأى الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني كاظم جلالي في إسقاط الطائرة «نجاحاً كبيراً أثار إعجاب العالم، وشغل وسائل الإعلام الدولية»، لافتاً إلى أن ذلك «سيؤدي إلى رقي التكنولوجيا في إيران»، فيما حذر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست الولاياتالمتحدة من «عواقب قاسية» لأي حادث مشابه مستقبلاً. في غضون ذلك، حذرت إيران رعاياها من «الوقوع في فخ التجسس» لمصلحة استخبارات غربية تسعى إلى تجنيدهم خلال سفرهم إلى الخارج، معربة عن ثقتها بأن الاتحاد الأوروبي سيعجز، بسبب «خلافات» بين أعضائه، عن حظر وارداتها النفطية، كما أكدت قدرتها على «إبدال السوق الأوروبية بأخرى». لكنها اعتبرت العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، «حرباً اقتصادية شاملة».