علّق الرئيس محمود أحمدي نجاد على اقتراح روسيا استئناف المفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني، استناداً إلى سياسة «الخطوة خطوة»، داعياً إلى «خطوات متبادلة»، ومعتبراً أن بلاده نفذت المطلوب منها قائلاً «حان دوركم لتتخذوا خطوتكم». جاء ذلك بعدما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إثر لقائه في واشنطن الأسبوع الماضي الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون: «كل خطوة محددة من إيران، ستُقابل بخطوة تصالحية، مثل تجميد بعض العقوبات وتقصير أمدها». ورأى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، في الاقتراح الروسي إعادةً للملف النووي الإيراني الى «المربع الأول، وهذا لا يمكن أن يكون أسلوباً صحيحاً»، فيما أعلنت كلينتون أن إدارة أوباما ستدرس الاقتراح وترسل خبراء لمناقشة الروس في شأنه. وأشار نجاد إلى «التعاون الإيراني الشفاف» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: «اقترحوا تعاون الخطوة خطوة مع إيران في الملف النووي. حسناً، نحن اتخذنا خطوتنا وتعاونا مع الوكالة. حان دوركم لتتخذوا خطوتكم، ولنعدّ خطة سوياً. اتخذوا أنتم خطوة، ونتخذ نحن خطوة». وأضاف أن «الغرب يفرض عقوبات على إيران، ويمنع تزويدها قطع غيار للطائرات والمصانع، بذريعة منعها من صنع قنبلة نووية»، متسائلاً: «ما علاقة قطع الغيار والعقوبات، بالقنبلة الذرية»؟ وجدد تأكيده أن إيران «لا تسعى الى صنع سلاح ذري»، وزاد: «أعلنا أننا لا نريد قنابل (نووية)، وإذا أردنا صنعها، لا نخشى الآخرين ونعلن ذلك صراحة من دون أي تحفظ». واعتبر أن «حيوية الشباب وطاقات العلماء وقدراتهم والتقنيات الموجودة في إيران، هي القنبلة النووية والصواريخ الحقيقية التي يخشاها الأعداء». ورعى نجاد نشر «مركز البحوث والتقويم والتوثيق» التابع للرئاسة، خمسة مجلدات تتضمن «وثائق عن احتلال إيران خلال الحرب العالمية الثانية»، معتبراً أن «هذه الحقبة ستكون عبرة للأجيال المقبلة». في غضون ذلك، نفت واشنطن ما أعلنه نائب إيراني في شأن إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار، كانت تحلّق فوق منشأة فردو النووية قرب مدينة قم جنوب العاصمة الإيرانية، محاولةً جمع معلومات عنها. ونقلت إذاعة «صوت أميركا» عن مسؤولين استخباراتيين وعسكريين أميركيين، قولهم إن «الولاياتالمتحدة ترفض هذه المزاعم، ولم تفقد أي طائرة من دون طيار». وعلى صلة قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية، إن رسالة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأخيرة، التي وجهتها الأمانة العامة للمجلس الى إيران الاثنين الماضي، «لا تنسجم والأعراف الديبلوماسية وهي غير مقبولة». وأشار الى أن السفير الإيراني لدى الرياض سيد محمد جواد رسولي أعاد الرسالة الي الأمانة العامة للمجلس. وكان الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني سلم السفير الإيراني لدى الرياض رسالة احتجاج على تصريحات أدلى بها أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني أحمد جنتي في خطبة الجمعة وتناولت أحداث البحرين. وقال المصدر إن اللقاء بين الزياني والسفير رسولي «كان للتعارف حين تسلم السفير رسالة الاحتجاج التي اعتبرتها طهران «غير مقبولة في العرف الديبلوماسي ولذلك أعادتها الى الأمانة العامة للمجلس».