طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – حجبت طهران موقعاً إلكترونياً أمس، اعتبرته وسيلة «تجسس»، بعد ساعات فقط على إطلاقه بوصفه «سفارة افتراضية» للولايات المتحدة للتواصل مع الايرانيين. وأمكن للايرانيين الدخول الى الموقع لفترة وجيزة، بعد إطلاقه الثلثاء، لكن السلطات حجبته أمس، ووضعت ملاحظة لمن يحاول الولوج إليه في ايران، ورد فيها: «الدخول الى هذا الموقع غير ممكن، استناداً الى قانون الجرائم الالكترونية». واعتبر حسين ابراهيمي، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، أن «الأميركيين، بتدبيرهم هذا، يستهدفون التجسس ويسعون الى الاتصال بأفراد في البلاد». وموقع (iran.usembassy.gov) هو باللغتين الانكليزية والفارسية، ويشرح سبب اختيار إدارة الرئيس باراك أوباما بعثة ديبلوماسية افتراضية لتوسيع تواصلها مع الايرانيين. ويقدّم الموقع رسالة أوباما في رأس السنة الايرانية، ووصلات لمقابلات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع إذاعات تبث بالفارسية، وأخباراً من إذاعة «صوت أميركا». وثمة أيضاً معلومات عن كيفية الحصول على تأشيرات لدخول الولاياتالمتحدة، لكن من خارج ايران، والدراسة فيها. ويتضمن الموقع «أكاذيب» في شأن الولاياتالمتحدة، تريد الأخيرة تبديدها، إذ ينفي أن تكون واشنطن «تساند مجموعات إرهابية سياسية أو عرقية». وفي رسالة فيديو على الموقع، خاطبت كلينتون «المواطنين الايرانيين»، قائلة: «بما أن لا علاقات ديبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوايران، ضاعت فرص مهمة للحوار معكم. يمكننا الآن استخدام تقنيات جديدة لجسر الهوة وتعزيز تفاهم أكبر بين بلدينا وشعبيهما». أما ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للسياسة الدولية، فاعتبرت الموقع «جهداً لتجاوز ستار إلكتروني سعى النظام الى فرضه». طائرة الاستطلاع الأميركية في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام ايرانية عن قيادي في «الحرس الثوري» تأكيده أن بلاده «ستعرض أمام وسائل الإعلام قريباً» طائرة استطلاع أميركية أعلنت طهران «إسقاطها» الأحد الماضي. وأشارت الإذاعة الإيرانية الى ان الطائرة كانت تحلّق فوق بلدة كاشمار شرق ايران، والتي تبعد 225 كيلومتراً عن الحدود مع أفغانستان. وأوردت صحيفة «ميلات» أن ايران قد تنقل معلومات استخباراتية من الطائرة، الى سورية و «حزب الله» في لبنان، فيما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين أن الطائرة تجسست على ايران لسنوات، من قاعدة أميركية في أفغانستان. أما وكالة «رويترز» فنسبت الى مسؤولين أميركيين ان الطائرة التي سُمّيت «وحش قندهار»، كانت في مهمة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، معتبرين عدم عودتها الى قاعدتها عطلاً فنياً «كارثياً». وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن واشنطن تراجعت عن خطة لاستعادة الطائرة أو تدمير حطامها، مرجحة أن تعتبر ايران ذلك «فعل حرب». الى ذلك، وقّع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قانوناً يرغم وزارة الخارجية على خفض العلاقات مع بريطانيا، فيما أعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أنه ابلغ نظيره البريطاني وليام هيغ «أسباب الهجوم» على السفارة البريطانية.