طهران، تل أبيب، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت إيران أمس، اختراقها أسرار طائرة تجسس أميركية من دون طيار، أكدت إسقاطها العام الماضي، مشيرة إلى أنها بدأت صنع نسخ منها. وكانت طهران أعلنت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إسقاط الطائرة وهي من طراز «آر كيو – 170 سينتينل»، قرب الحدود الأفغانية شرق البلاد، بعدما نصبت لها «فخاً إلكترونياً». وروى الجنرال أمير علي حجي زادة، قائد القوات الجوية والفضائية في «الحرس الثوري»، ما قال إنها تفاصيل التاريخ العملاني للطائرة، في «أربعة مؤشرات، ليفهم الأميركيون إلى أي حدّ تمكنا من اختراق أسرارها». وأضاف: «في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2010، أُرسلت الطائرة بسبب مشاكل تقنية، إلى كاليفورنيا حيث أُصلحت، ثم أُرسلت إلى قندهار (أفغانستان) في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، حيث نفذت طلعات، لكنها بقيت تعاني مشاكل تقنية وفشل (الخبراء الأميركيون) في إصلاحها». وزاد أن الطائرة «أُرسلت لاحقاً إلى مطار قرب لوس أنجليس في كانون الأول 2010، حيث أُجري اختبار على أجهزة الاستشعار فيها، وحلّقت فوق المنزل الذي اختبأ فيه (أسامة) بن لادن، قبل أسبوعين من قتله» في باكستان في أيار (مايو) 2011. واعتبر حجي زادة أن «ذلك يثبت أن الخبراء الإيرانيين استطاعوا فك جميع رموز الطائرة، والاطلاع على برامجها الإلكترونية»، نافياً وجود أي نظام للتفجير الذاتي فيها، قائلاً: «الأميركيون كانوا واثقين تماماً من أداء الطائرة، بحيث لم يركبوا نظاماً مشابهاً فيها». وأشار إلى أن «كل التكنولوجيات الأميركية المستخدمة في مقاتلات إف - 35، والقاذفات الخفية، متوافرة في الطائرة من دون طيار» التي اعتبرها «بمثابة كنز معلوماتي ثمين لإيران»، إذ إن «تقنيتها الفائقة كشفت لنا تاريخ صناعة الطائرات الحربية والتجسسية، ومراحل تطويرها في الولاياتالمتحدة». وأعلن أن طهران «بدأت إنتاج نسخة» من هذه الطائرة، مستعينة بتكنولوجيتها. لكن السيناتور الأميركي جوزف ليبرمان شكك في الرواية الإيرانية، واعتبرها «تبجّحاً». خامنئي في غضون ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي يؤكد إصداره فتوى تحرّم صنع سلاح نووي واستخدامه، كان دعا قبل عقدين إلى امتلاك سلاح مشابه، لحماية النظام في طهران. وأشارت الصحيفة إلى وثيقة أصدرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2009، ورد فيها أن خامنئي أيّد خلال لقاء جمع قادة إيرانيين، في نيسان (أبريل) 1984، «قراراً» اتخذه آنذاك الإمام الخميني، ببدء برنامج سري للتسلّح النووي. وورد في الوثيقة التي حصل عليها «معهد العلوم والأمن الدولي» (مقره واشنطن): «استناداً إلى خامنئي، تلك كانت الوسيلة الوحيدة لضمان جوهر الثورة الإسلامية من خطط الأعداء، والإعداد لعودة الإمام المهدي». وتنسب الوثيقة إلى خامنئي تأييده امتلاك سلاح ذري، معتبراً أن ذلك «سيخدم إيران بصفته قوة ردع في أيدي جنود الله». إسرائيل إلى ذلك، اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس أن 2012 ستكون سنة حاسمة في شأن الملف النووي الإيراني، مضيفاً: «نعدّ خطتنا وفقاً لذلك. من حيث المبدأ، نحن جاهزون للتحرّك، لكن ذلك لا يعني أبداً أنني سأوجّه أمراً الآن للجنرال إيدو نخوشتاين (قائد سلاح الجو) بتوجيه ضربة لإيران». وأشار في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أن «تقديرات الاستخبارات العسكرية تؤكد أن فرص تدهور الوضع إلى حرب، هي أعلى من السابق، نظراً إلى الواقع الاستراتيجي وعدم الاستقرار في المنطقة». وتابع: «أعتقد أن لحظة واحدة لا تمرّ، لا يحدث فيها أي شيء في العالم. ارتفع مستوى الخطر أيضاً، وأمرت بمضاعفة عدد العمليات الخاصة» في الخارج.