واشنطن - «نشرة واشنطن» - أصبح العثور على وظيفة أو عمل في مصر، لا سيما للشباب، مهمة شاقة، مع أن العالم كله يواجه حالة اقتصادية سيئة وأياماً صعبة. وعمد عدد من المنظمات غير الحكومية الأميركية والمصرية إلى انتهاج أسلوب يتوخّى إيجاد حلول خلاقة لهذه المشكلة. وأعلنت مديرة «مبادرة التعليم من أجل العمل» الأميركية التي تستهدف الشباب العربي داليا خليفة، أن «ثلث عدد الشباب المصريين الذين يبحثون عن عمل هم فقط المستخدمون في سوق العمل». وتشرف على إدارة برنامج هذه المبادرة «المؤسسة الدولية للشباب» في مدينة بلتيمور الأميركية، وهي متخصصة في إدارة البرامج الموجهة إلى الشباب في مختلف أنحاء العالم. والمشهد العام المصري، في نظر خليفة، كئيب ومؤلم إذ هناك حاجة لتأمين 750 ألف فرصة عمل على الأقل سنوياً لمجرد إبقاء معدل البطالة الراهن على حاله والحؤول دون تصاعده. ويذكر أن خليفة كانت بين مجموعة من الخبراء الذين شاركوا في مناقشة مشاكل العمال في مصر في ندوة عقدت في مقر البنك الدولي في واشنطن في 16 تشرين الثاني (نوفمبر). ومن الجهود الواعدة التي كانت مدار بحث بين الخبراء، برنامج «إيجبت آت ورك» (مصر تَعمل). وأوضحت مديرة البرنامج الذي لم يكن مضى على تأسيسه أكثر من شهرين، رانيا السيد، إن البرنامج الذي يستمر أربع سنوات بتمويل يبلغ 5 ملايين دولار، يستهدف 10 آلاف من الشباب المصريين المحرومين من فرص العمل. وأشارت إلى أن 50 في المئة على الأقل من الذين سيشملهم البرنامج ستكون من الإناث، ويتوقع أن تخضع نسبة 80 في المئة على الأقل من المستفيدين من البرنامج إلى برنامج تدريبي. والهدف هو إعداد نصف عدد المستفيدين الذين يكملون برنامج التدريب على الأقل، لتولي وظائف وأعمال برواتب، أو للعمل في مشاريعهم الخاصة. أما تنفيذ برنامج «مصر تعمل» فتقوم به «المؤسسة الدولية للشباب» و «نهضة المحروسة»، وهي منظمة مصرية غير حكومية، بالاشتراك مع مؤسسة «ماستر كارد» الأميركية لبطاقات الائتمان. وسيساعد البرنامج المنظمات المحلية في تأمين التدريب والإرشاد المهني للشباب. وأوضحت السيد أن تقويماً مكثّفاً شاملاً للسوق سيجري، لدراسة بيئة الأعمال والشركات بعد الثورة في مصر، لأن التوظيف والاستخدام يعتمدان على معرفة ما يحتاجه المستخدِمون. وترى خليفة أن التحدي الكبير سيكون تغيير سلوكيات الشباب ومواقف الأهل تجاه التدريب المهني والأعمال غير الحكومية، لا سيما أن عدد فرص الوظائف الحكومية المتوافرة المرغوبة آخذ في الانكماش السريع. وأشارت إلى أن من بين العقبات الأخرى القائمة، توجيه النظام التعليمي في شكل يلبّي مطالب السوق، وإيجاد تدريب على مهارات إدارة الأعمال والتمكين من الوصول والحصول على الائتمان ورأس المال للمتطلعين إلى ريادة الأعمال. ولفتت مديرة برامج تطوير الأعمال في الشرق الأوسط في «المؤسسة الدولية للشباب» مارا كورننفلد إلى الحاجة لتغييرات تنظيمية للتشجيع على ريادة الأعمال عند الشباب، والى أن الكثير من الشباب يُحجمون متهيّبين من اقتراض المال، لأن التأخر أو التقصير في تسديد الدين يعاقب بالسجن بموجب القانون المصري المعمول به حالياً. ويرى الخبير المختص في شؤون تنمية القطاع الخاص في البنك الدولي، أندرو ستون، أن النمو السريع لمؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة يمكن أن يوفر وظائف وفرص العمل. وفي حديث له من القاهرة مع جمهور في واشنطن عبر موقع «سكايب»، أوضح إن الدراسات تبين أن ما يتراوح بين 5 و10 في المئة من الشركات الابتكارية الصغيرة التي تُعرف ب «الغزلان» تؤمن نحو 65 في المئة من الوظائف وفرص العمل الجديدة. وأمل في أن يتطوّر النظام المالي المصري في شكل أكثر فعالية في التأمين والإقراض للمؤسسات والشركات التي تحقق مثل هذا النمو السريع.