واشنطن - «نشرة واشنطن» - في وقت يخطط التونسيون لمستقبل ديموقراطي جديد، يستمرون في البقاء نموذجاً للمنطقة وللعالم، وتبقى الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول ملتزمة بالعمل مع حكومة تونس لبناء مستقبل مزدهر. وخصّصت الولاياتالمتحدة نحو 190 مليون دولار من المساعدات منذ الثورة لدعم انتقال تونس، مركزة اهتمامها على المساعدات المالية والتكنولوجية للاقتصاد والقطاع الخاص، كما تعمل «المؤسسة الأميركية للاستثمارات الخاصة في الخارج» (أوبيك) لاستثمار نحو 150 مليون دولار في تونس. وتستجيب المساعدات الأميركية إلى طلبات تونسية بتعزيز الاستقرار المالي وتوسيع الفرص الاقتصادية وفرص التوظيف، خصوصاً للشباب، وتشجيع الاستثمار والإصلاحات. ومن المعالم البارزة للعمل الأميركي في هذا المضمار، تعزيز استقرار القطاع المالي من خلال تقديم ضمانات لقروض أو سندات دولية ستصدرها الحكومة التونسية لجمع أموال دعماً لخططها الخاصة بالإصلاح والاستقرار الاقتصادي، واعتمد الكونغرس 30 مليون دولار لهذا الغرض، وهو مبلغ يمكن أن ينتج مئات ملايين الدولارات من التمويل الجديد للحكومة التونسية. كما ستساعد واشنطن في توسيع الفرص الاقتصادية وفرص اليد العاملة عبر صندوق الحوافز لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وستطلب الحكومة الأميركية من الكونغرس تخصيص 770 مليون دولار لصندوق يهدف إلى دعم مشاريع تونس وسواها ودول أخرى في طور الانتقال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كحوافز للنمو الاقتصادي والاستثمارات الداخلية، وكذلك توسيع فرص التدريب على الوظائف والمهارات في القطاع الخاص. تكنولوجيا الاتصالات وسيدعم المخطط قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بمبلغ أولي مقداره ثمانية ملايين، ومؤسسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيدرب آلاف التونسيين من مختلف المهارات لإيجاد وظائف. وسيعود إلى تونس 20 متطوعاً من فيلق السلام للعمل ميدانياً بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل، وسيقدم هؤلاء تدريبات باللغة الإنكليزية وتطوير مهارات الشباب لمساعدة طلاب ومهنيين تونسيين في العثور على عمل. ويسعى البرنامج الى استحداث ثمانية روابط بين جامعات أميركية وتونسية هذه السنة، بعد نجاح خمسة روابط. وسيركز اثنان منها الروابط اهتمامهما على مهارات الأعمال وريادة المشاريع التي تُعتبر حاسمة لاقتصاد تونسي قابل للتنافس عالمياً، وستشمل برنامجاً مشتركاً جديداً لمنح الإجازات الجامعية المزدوجة بين كلية الأعمال التونسية ومؤسسة أميركية شريكة، إلى جانب منهاج جديد لإدارة السياحة في المعهد العالي في جربة. وستدرّب الولاياتالمتحدة أكثر من 4500 شاب تونسي على مهارات متعلقة بالأسواق وإيجاد فرص عمل والوصول إلى موارد إنشاء مشاريع عمل، إضافة إلى العمل مع رائدات أعمال من خلال توفير الموارد المطلوبة لتمكينهن ولتأمين مساهمتهن في تنمية تونس الاقتصادية. وستشترك الولاياتالمتحدة مع شركة «مايكروسوفت» وشركات تكنولوجيا أخرى وثماني منظمات نسائية تونسية محلية لتوفير تدريبات على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وريادة المشاريع والقيادة لأكثر من 1200 رائدة مشاريع. وستخلق هذه المشاريع، التي ستعمل بموجب تراخيص امتياز، نحو 10 آلاف فرصة عمل للتونسيين، كما ستقدم «أوبيك» للشركات الأميركية حوافز للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة في تونس، وخصوصاً قطاع طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ووافقت «أوبيك» أخيراً على تمويل مقداره 52.5 مليون دولار لمؤسسة «تونينفست» التي تتخذ من تونس مقراً. وحصلت حكومة الولاياتالمتحدة خلال الشهر الحالي على تخويل من الكونغرس لتأسيس «صندوق المشاريع الأميركي–التونسي» برأس مال تأسيسي بلغ 20 مليون دولار. وسيشجع هذا الصندوق إنشاء روابط استثمارات أمتن بين البلدين كما يدعم مستثمرين آخرين. «برنامج العتبة» ودشن البلدان رسمياً أول مرحلة من «برنامج العتبة» التابع ل «مؤسسة تحدي الألفية»، إذ يشتركان في تحديد العوائق الأساسية للنمو الاقتصادي التونسي، وسيحدد هذا التحليل شكل البرنامج الذي تراوح قيمته بين 20 و30 مليون دولار، والذي يستهدف إطلاق إصلاحات سياسية ومؤسساتية لتعزيز النمو. وتتوقع المؤسسة استكمال التحليل في تموز (يوليو) المقبل، على أن يكون «برنامج العتبة» جاهزاً لعرضه على مجلس إدارة المؤسسة بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل.