واشنطن - «نشرة واشنطن» - يقول مسؤولون في الإدارة الأميركية إن مثلاً يُعزى إلى الفيلسوف الصيني لاو تزو مفاده ان تقديم سمكة لرجل يطعمه ليوم واحد، لكن تلقينه كيفية صيد السمك يطعمه طوال العمر، يشكِّل أساساً للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما في ريادة الأعمال، التي تتحول إلى عنصر جوهري في الجهود الأميركية للترويج للتنمية الاقتصادية حول العالم، خصوصاً مع احتفال ملايين البشر ب «أسبوع ريادة الأعمال العالمي» الذي بدأ الإثنين، ومع تدشين الولاياتالمتحدة «برنامج ريادة الأعمال العالمي» في جاكرتا، بالاشتراك مع أندونيسيا. وترمي الحكومة الأميركية من خلال البرنامج إلى إطلاق شرارة مجهود دولي تقوم به حكومات ومنظمات غير حكومية ومشاركون من القطاعات الخاصة، بغرض تحسين المناخ الضروري لازدهار رواد الأعمال. واستضاف أوباما أول قمة رئاسية حول ريادة الأعمال جمعت 250 رائد أعمال من 55 بلداً في العاصمة واشنطن في نيسان (أبريل) الماضي، أطلقت العنان لقمم ومؤتمرات متابعة لاحقة، إذ يستضيف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قمّة ريادة الأعمال العالمية المقبلة في تركيا عام 2011. وتقود وزارة الخارجية الأميركية جهودها في هذا المضمار عبر «البرنامج العالمي لريادة الأعمال» الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في كلمتها الختامية في القمة الرئاسية لريادة الأعمال، ويوظف مجموعة من الأدوات والوسائل التي تساند وتمكّن رواد أعمال محتملين في الخارج، ويعمل على التفعيل والتنسيق والتشاور مع شركاء من القطاع الخاص ووكالات حكومية أميركية وفي الدول التي يستهدفها البرنامج. وستكون المجالات التالية موضع تركيز البرنامج: تحديد تمويل رواد الأعمال وتدريبهم وتسهيل عملهم وتأمين دعم أفضل في قطاع السياسات العامة. وقد يعمد أحد الشركاء إلى طرح مسابقة لأفكار أو خطط تجارية لغرض إيجاد رواد أعمال جدد، في حين يعمل شريك آخر على تقديم التدريب لرواد أعمال طامحين، بغرض تحسين اجتذاب التمويل. وستتعزز هاتان الخطتان من خلال تنسيق جهودهما، كما ان بعض مجالات برنامج ريادة الأعمال العالمي تستقدم أدوات جديدة لأسواق ناشئة، مثل استثمار الداعمين. ويشكل الأعضاء الداعمون ل«اتحاد داعمي رؤوس الأموال» 90 في المئة من الحصص الخارجية في الشركات حديثة التأسيس، وبخلاف ذلك، فإن أقل من 20 في المئة من تلك المؤسسات تتلقى دعماً تقليدياًً من رؤوس الأموال المخاطرة. وفي بعض الدول، تهتم مجموعة «رواد الأعمال المقيمين» ومكاتب محلية للبرنامج في تنسيق برامج شريكة وتوسيعها ميدانياً وتعمل كمرشد نموذجي في الولاياتالمتحدة والبلد المضيف. ويجري اجتذاب الشركاء في «برنامج ريادة الأعمال الدولي» من خمسة قطاعات رئيسة، هي المنظمات غير الحكومية (معظمها أعضاء في «شبكة أسبن لرواد التنمية»)، والشركات الكبرى (من ضمنها تلك التي تشكل جزءاً من مؤسسة «الشركاء من أجل بداية جديدة»)، والكليات والجامعات، والمؤسسات العامة، والمؤسسات المالية (خصوصاً تلك التي تعتمد على الاكتتاب الخاص أو رؤوس الأموال المجازفة والشركات المعنية برؤوس الأموال الاستثمارية). وينسق الشركاء مع هيئات حكومية أميركية ك «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» ومؤسسات الاستثمارات الخاصة في الخارج و «مؤسسة تحدي الألفية». ويشكل الأسلوب الجديد تخلياً دراماتيكياً عن نهج اعتمد في السابق، إذ تشارك القطاعات الخاصة في صورة خلاقة ورائدة، علماً ان دعم ريادة الأعمال لا يساعد فقط الاقتصادات الناشئة، بل هو يفيد مؤسسات الأعمال والمستثمرين الأميركيين، إذ يعمل على إيجاد زبائن جدد في أسوق جديدة ويتيح لهم ان يشاركوا في تنمية هذه الدول.