لم يدخل الفرنسي باتريك باتيستون تاريخ كأس العالم لكونه سجل هدفاً رائعاً أو قام بحركة فنية رائعة، بل لكونه سقط أرضاً مغمى عليه لدى التدخل العنيف من جانب حارس مرمى ألمانيا الغربية هارالد شوماخر، في المباراة التي جمعت الفريقين في نصف نهائي مونديال إسبانيا 1982. يشغل باتيستون (57 عاماً) حالياً منصب المدير المسؤول عن أكاديمية نادي بوردو للفئات العمرية، واحتفظ بأسرار تلك الحادثة التي وقعت في الدقيقة ال57، أي بعد 7 دقائق من نزوله. وأدى التدخل العنيف لشوماخر عليه بإسقاطه أرضاً مغمى عليه وفاقداً اثنين من أسنانه، وتعرض لجروح في أضلاعه، ورضوض في عامود الفقري. وفي الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لمواجهة ألمانيا غداً (الجمعة) في ربع نهائي مونديال البرازيل 2014، في أول لقاء بينها في هذه البطولة منذ نصف نهائي آخر في 1986، سلطت الصحف الضوء على تلك الحادثة الشهيرة في تلك الأمسية السوداء في إشبيلية. ودافع باتيستون عن ألوان منتخب بلاده في ثلاثة نهائيات لكأس العالم، وكان أحد أفراد فريقه عندما توج بطلاً لأوروبا في 1984. واعتبر باتيستون أنه من الخطأ تذكر هذه الحادثة فقط في تلك المباراة المشهودة، والتي دخلت التاريخ أيضاً لأسباب عدة، أولها أنها كانت الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى ركلات الترجيح في نهائيات كأس العالم، وشهدت تقدم المنتخب الفرنسي (3-1) في الوقت الإضافي، ثم إدراك ألمانيا التعادل (3-3)، قبل أن يحسم «المانشافت» الأمور لمصلحته في ركلات الترجيح بطريقة دراماتيكية. ولم يكن باتيستون الخاسر الوحيد في تلك المباراة، بل فريقه أيضاً، لأنه في تلك الفترة لم يكن مسموحاً بإجراء أكثر من تبديلين في المباراة، ما أجبر مدرب المنتخب الفرنسي على إجراء تبديله الثاني والأخير في تلك اللحظة. ويقول باتيستون عن تلك الحادثة: «الصورة العالقة في أذهاننا هي خروج شوماخر من مرماه، وإسقاطه الفرنسي الصغير، هكذا هي الحال، ما زال الناس يتحدثون معي عن تلك الحادثة».