اذا كان الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بين المانيا وانكلترا سينتهي بركلات الترجيح، فان التاريخ يقف الى جانب المانشافت على حساب الاسود الثلاثة، ويبقى على الاخيرة تغيير هذا التقليد. فلم تخسر المانيا ابدا سلسلة ركلات الترجيح خلال نهائيات كأس العالم أو نهائيات كأس الامم الاوروبية. دفعت فرنسا (1982) والمكسيك (1986) وانكلترا (1990 و 1996) والأرجنتين (2006) الثمن. الأفضل من ذلك، هو انه منذ فشل أولي شتيليكه في تسجيل ركلة جزاء ضد فرنسا، لم يهدر اي لاعب الماني ركلة ترجيحية. الوصفة سهلة بحسب اندرياس بريمه صاحب هدف الفوز من ركلة جزاء على الارجنتين في نهائي مونديال ايطاليا 1990: «اخذ الكرة، والحفاظ على الهدوء، والتركيز فقط على التسديد وليس على أي شيء آخر». الغريب في الامر هو ان ركلات الترجيح هي اختراع الحكم الالماني كارل فالد من اجل الفصل بين فريقين في بطولة مناطقية عام 1970، واعتمدت عام 1976 من قبل الفيفا. - في المقابل، خرجت انكلترا بسبب ركلات الترجيح من 5 بطولات من اصل ال8 الاخيرة: المونديال اعوام 1990 و1998 و2006 ونهائيات كأس الامم الاوروبية عامي 1996 و2004. وفي مرتين كان الجلاد هو المنتخب الألماني. وتمنى المدافع الدولي السابق غاريث ساوثغيت الذي أهدر ركلة جزاء في المرمى الالماني على الملعب الشهير للانكليز ويمبلي في الدور نصف النهائي من نهائيات كأس الامم الاوروبية 1996، عدم اللجوء الى ركلات الترجيح: «اه لا، لا نريد ركلات ترجيح!»، مضيفا «يجب على انكلترا تفادي ذلك حتى لا تغوص في حصيلة كارثية». وتذكر ساوثغيت لحظة تسديد الركلة عام 1996، قال «وقتها قلت: اذا فشلت؟ إنها الفكرة التي خطرت ببالي ولو كنت مستعدا نفسيا للتسديد لما كان الامر كذلك. اكتشفت بعدها أن التفكير في ذلك كان سبب فشلي في التسجيل». وقال حارس مرمى انكلترا ديفيد جيمس «الحظ ليس له اي علاقة في ذلك، وليس المصير الذي تقرره الآلهة مثلما أسمع هنا وهناك، الامر يتعلق بالاستعداد». واوضح جيمس «مدرب انكلترا الايطالي فابيو كابيلو لا يترك شيئا للصدفة. قام بتحليل ما نحتاجه، وقمنا بما هو ضروري. واذا كانت المباراة ستحسم بركلات الترجيح، فسيكون الامر رائعا...». كريستيان لاتانزسيو طبيب النفساني يرافق المنتخب الإنكليزي وعمل على هذه النقطة بالتحديد: «من المهم التدريب كثيرا على تسديد ركلات الترجيح، هذا يمكن من التوفر على قوة ذهنية والشعور بالسيطرة». ويعتبر جيمس اختصاصيا في ركلات الترجيح، كما كان حراس المرمى الألمان هارالد شوماخر واوليفر كان وينس ليمان. خليفتهم مانويل نوير بدا متفائلا على الرغم من خبرته القليلة (24 عاما و8 مباريات دولية)، وقال: «نتمنى بطبيعة الحال حسم المباراة قبل ركلات الترجيح، ولكننا سنستعد لهذا السيناريو (...). لدي الثقة في نفسي في ركلات الترجيح». لكن لا يبدو ان الجيل الواعد لكرة القدم الالمانية لا يملك الأعصاب الفولاذية للنجوم السابقين: ضد صربيا، أهدر لوكاس بودولسكي ركلة جزاء. لم تكن تلك سوى المرة الثانية التي يفشل فيها لاعب الماني في تسجيل ركلة جزاء بعد اولي هونيس عام 1974.