دمشق، نيقوسيا، عمان- «الحياة»، ا ف ب - رغم انتشار قوات الامن السورية بكثافة وإقامة المئات من الحواجز الأمنية في المدن التي تشهد اضطرابات، تظاهر أمس عشرات الآلاف لا سيما في درعا (جنوب) وإدلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودير الزور (شرق)، احتجاجاً على الحملة الامنية ضد حمص، وتمهيداً لاضراب عام متوقع اليوم، وفق ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان. وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية إن 35 شخصاً قتلوا أمس برصاص الأمن في مدن عدة في «جمعة إضراب الكرامة». فيما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إن تظاهرات مؤيدة للنظام خرجت في دمشق وطرطوس والحسكة ومناطق اخرى. وحسب لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية، فإن معظم قتلى أمس سقطوا في محافطة حمص، كما قتل ثلاثة ضباط منشقين، اثنان منهم في حماة والثالث في حلب. وقال المرصد السوري إنه في حمص سقط تسعة اشخاص بينهم طفلان (10 و12 عاماً) علاوة على 23 جريحاً. واشار المرصد ايضا الى مقتل فتى (14 عاماً) في العقرب في ريف محافظة حمص، كما اطلقت قوات الامن النار في المحافظة ذاتها لتفريق متظاهرين في القصير وتالدو، وإلى الشمال قتل مدني في حماة حين اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين، بحسب المرصد. وفي محافظة درعا، مهد الثورة على النظام قبل نحو تسعة اشهر، قال المرصد ان امراة وفتاة (12 عاماً) قتلتا برصاص قوات الامن التي اطلقت النار بشكل عشوائي ما أدى ايضاً الى اصابة ثمانية اشخاص بجروح. وفي دوما قرب دمشق، أوقع إطلاق نار على متظاهرين قتيلاً و16 جريحاً. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً، إنه في «ريف دمشق تدور اشتباكات عنيفة بين مجموعة منشقة وقوات الامن السورية» في بلدتي سقبا ودوما. كما قال المرصد إن مواطناً استشهد في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق الرصاص عليه امام قصر العدل عندما كان عائدا من تظاهرة. وخرجت تظاهرات في كل من حمص ودمشق وريف دمشق وحلب والقامشلي وعدة مدن بمحافظة دير الزور ودرعا تمهيدا للاضراب العام. ومن المتوقع أن يبدأ الاضراب اليوم كخطوة أولى على طريق عصيان مدني شامل. وتشمل المرحلة الأولى من «إضراب الكرامة» إقفال الحارات الفرعية والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة فتطاول الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. بينما يسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة. وستطاول المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع على تظاهرة انطلقت من أمام مسجد العرفي في دير الزور بعد صلاة الجمعة. وفي بيانون بحلب، انطلقت تظاهرة حاشدة من ساحة الأحرار تنادي بإسقاط النظام. وفي حي صلاح الدين بحلب قال ناشطون إن من يوصفون بالشبيحة شنوا هجوما على تظاهرة خرجت من مسجد أويس القرني وقاموا بقطع جميع الطرق المؤدية إلى المسجد لمنع توافد المتظاهرين من المساجد القريبة في الحي. وفي قدسيا بريف دمشق انطلقت تظاهرة من الجامع العمري، وهتف المتظاهرون لحمص المحاصرة. وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة أطلقت النار والقنابل المدمعة على المتظاهرين بشكل كثيف قرب ساحة الحرية بعد خروج تظاهرة من جامع الدقاق. أما في حماة، فأكد ناشطون إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن على المصلين المتظاهرين في طريق حلب مع سماع صوت انفجار. وبلغ عدد القتلى برصاص الأمن السوري والشبيحة أول من أمس 29 قتيلاً، وقالت لجان التنسيق المحلية إن من بين القتلى 16 في حمص وستة في إدلب وأربعة في حماة. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان «مجموعة ارهابية مسلحة» اغتالت امس ضابطا في شنشار في ريف حمص، مشيرة إلى ان «الجهات المختصة» تمكنت من تحرير مدير منطقة معرة النعمان العميد عوض الله ابو نقطة بعد يوم على خطفه من قبل «مجموعة مسلحة». واشارت الى سقوط « فتاة وإصابة خمسة من عناصر حفظ النظام بإطلاق النار عليهم من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في طفس في درعا، وان الجهات المختصة لاحقت أفراد تلك المجموعة». وفي دوما في محافظة ريف دمشق، اوضحت «سانا» ان عناصر الهندسة العسكرية فككت امس 3 عبوات ناسفة كانت معدة للتفجير وفجرت من بعد 3 أخرى زرعتها «مجموعات إرهابية مسلحة بعدة مناطق» فيها. وعرض التلفزيون السوري الرسمي صوراً لمن سماهم «أفراد جماعات إرهابية» اعترفوا في مقابلات معهم بضلوعِهم في عمليات قتل وتخريب وزَرع عبوات ناسفة في محافظة درعا. في غضون ذلك، أشارت «سانا» إلى أن «حشوداً كبيرة توافدت أمس إلى الكورنيش البحري بمدينة طرطوس وساحة المجاهد الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر. كما خرجت حشود جماهيرية في مدينة صلخد بالسويداء وفي منطقة الشدادة بالحسكة وقرية خربة الحمام بحمص والقرى المجاورة لها استنكاراً لقرارات جامعة الدول العربية بحق الشعب السوري ورفضاً للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية ودعماً لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد».