ناقش رئيس وزراء أوكرانيا ميكولا أزاروف مع الرؤساء اللبنانيين الثلاثة أمس سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وبحث أزاروف مع الرئيس ميشال سليمان في بعبدا الأوضاع في المنطقة، وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بأن الجانبين شددا على «أهمية التحول نحو الديموقراطية»، واعتبر أزاروف أن «لبنان بنظامه الديموقراطي هو جزيرة مستقرة في بحر مضطرب وهذا ما يشجع أوكرانيا على تعزيز تعاونها معه على المستوى الاقتصادي والاستثماري فضلاً عن الجانب السياسي حيث العلاقات ممتازة». وشكر سليمان بدوره لأوكرانيا مساهمتها في القوات الدولية (يونيفيل)، لافتاً إلى أهمية التعاون الثنائي في خدمة قضايا السلام في المنطقة والعالم. وأعلن أزاروف بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أن «حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز البليون دولار خلال الأشهر التسعة من هذا العام، لكن هذا الرقم لا يتجاوز قدراتنا». وفي السراي الكبيرة، أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في مؤتمر صحافي مشترك مع أزاروف أن «الحفاظ على الاستقرار في لبنان هو هدف أساسي بالنسبة إلينا»، مشدداً على أنه «لن تكون هناك انعكاسات سلبية للأوضاع في المنطقة على لبنان». وشدد على أن «لبنان لن يعزل عن المجتمع الدولي، وهو فاعل ومتفاعل مع المجتمع الدولي ومع دول الجوار ومحيطه العربي». أما أزاروف فأشاد ب «نجاحات لبنان الذي استطاع على رغم الظروف الاقتصادية العالمية أن يحافظ على معدلات نمو جيدة، وهذا دليل على أن الحكومة اللبنانية تمارس سياسة حكيمة». وشدد على أن بلاده «تتطلع إلى أن يكون لبنان بوابة عبورها إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا». وأبدى إعجابه ب «ما يتميز به لبنان من استقرار على رغم الظروف المتوترة في منطقة الشرق الأوسط». وأعلن أنه «جرى الاتفاق على أن يزور وزير الطاقة اللبناني أوكرانيا في أقرب وقت ممكن للاطلاع على خبرة أوكرانيا في العمل على إنشاء محطات كهربائية صغيرة، وإمكانات تطوير طاقة الألياف وبناء محطات الطاقة الشمسية». ورداً على سؤال عما إذا كان أبلغ مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان خلال استقباله أول من أمس التزام لبنان العقوبات على سورية، قال ميقاتي: «تطرقنا إلى الأوضاع العامة ولم تكن هناك أي رسالة محددة سوى الرسالة التي أتى بها من السيدة كلينتون. تحدثنا في الأوضاع العامة ولا يوجد أي شيء أو أي سؤال أو أي توجه محدد». واستقبل ميقاتي وفداً من صندوق النقد الدولي برئاسة مدير دائرة الشرق الأوسط ووسط آسيا ماسود أحمد الذي أوضح أن اللقاء «مناسبة جيدة لتبادل الآراء في شأن ما يحصل في المنطقة عموماً، وتأثيراته على الاقتصاد اللبناني». مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب وكان ميقاتي تحدث مساء أول من أمس في عشاء أقامه في السراي تكريماً للمشاركين في المؤتمر الخامس والثلاثين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد في بيروت. ولفت إلى أن «محاولة تأجيل الاستحقاقات لأسباب مختلفة أو التقليل من أهمية طموحات الشعوب العربية نحو التغيير والتطوير والإصلاحات، لا تؤجل الحلول الممكنة اليوم، بل تجعلها صعبة المنال غداً لأن الأحداث تكون تجاوزتها. من هنا مسؤولية قادة الشرطة العرب في استشراف ما هو آت وتقديم الحلول المناسبة إلى السلطة السياسية التي عليها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة». وتطرق إلى الوضع في لبنان، فقال: «مررنا في لبنان بتحديات كثيرة، وقامت الأجهزة الأمنية اللبنانية بدور أساسي في مواجهتها وتجاوز مخاطرها، ويشكل التعاون والتنسيق في ما بينها نموذجاً يحتذى على صعيد حماية الاستقرار».