وسّع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان لقاءاته مع المسؤولين والفرقاء اللبنانيين في اليوم الثاني لزيارته بيروت. فالتقى رئيس البرلمان نبيه بري، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وقيادات قوى 14 آذار، رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، البطريرك الماروني بشارة الراعي، وزير الدفاع السابق إلياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي. وشدد فيلتمان أمام، القيادات التي التقاها، على ضرورة الحفاظ على الاستقرار العام في لبنان وضبط الوضع في الجنوب من خلال تعزيز التعاون بين «يونيفيل» والجيش اللبناني، الذي بحث مع قائده العماد قهوجي التعاون بينه وبين الجيش الأميركي. وغادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان بيروت الى أرمينيا في زيارة خاصة من دون أن يلتقي فيلتمان على خلفية انزعاجه من تجاهل الإدارة الأميركية طلبه لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثناء زيارته نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي. وفيما امتنع فيلتمان أمس عن الإدلاء بتصريحات، خلافاً لما فعل أول من أمس حين زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي صرح بعد اجتماعه مع رئيس وزراء أوكرانيا ميكولا أزاروف بان لبنان «لن يُعزل عن المجتمع الدولي وهو فاعل ومتفاعل معه ومع دول الجوار ومحيطه العربي». أما النائب جنبلاط فقال، بعد لقائه فيلتمان، إن القضايا الخلافية تحل بالحوار. وعلمت «الحياة» أن فيلتمان دعا أمام القيادات التي التقاها، لبنان الى «عدم الخروج عن الإجماع العربي والدولي في ما يخص الوضع في سورية لأن لا مصلحة له في أن يظهر أمام الرأي العام العالمي وكأنه لا يتعاطف مع المحتجين وبالتالي يؤيد استخدام العنف والقوة ضدهم». وشدد فيلتمان على «عدم الوقوع في اجتهادات واستنتاجات خاطئة في تفسير عودة السفير الأميركي في سورية روبرت فورد الى مقر عمله في السفارة في دمشق». ونقلت مصادر مقربة من قيادات التقاها فيلتمان عن المسؤول الاميركي قوله إنه «يخطئ من يعتقد أن عودة السفير فورد الى دمشق ناتجة من تبدل في موقف الإدارة الأميركية من النظام السوري ومن الأحداث الجارية فيه أو أن هناك صفقة ما عقدت تحت الطاولة بين هذا النظام وواشنطن». وأكد فيلتمان، وفق المصادر نفسها ل «الحياة»، أن التحاق فورد بمقر عمله في السفارة يأتي «في سياق استنباط نمط جديد للتعاطي مع ما يجري في سورية، عبر اتباع الديبلوماسية الميدانية، ليكون في وسعنا فهم ما يحصل في ظل استمرار سياسة القمع التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، فضلاً عن التعتيم الإعلامي». ولفت فيلتمان الى أن «للديبلوماسية الميدانية دوراً مهماً في معاينة ما يجري في سورية من قرب، وللتواصل مع هيئات المجتمع المدني لأننا لا نأخذ بالتقارير الرسمية التي لا تعكس حقيقة ما يجري وتحجب عنا الأنظار في قراءة التطورات»، مشيراً الى أن السفير فورد سيكون شاهداً على كل هذه الأمور، خصوصاً أن المعارضة السورية تحرص على أن تتابع الدول الغربية الوضع على الأرض عن كثب. كما تطرق فيلتمان الى قرار الرئيس ميقاتي تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية. ونقلت عنه المصادر قوله إن قرار التمويل يشكل خطوة مهمة لتأكيد التزام لبنان القرارات الدولية وتطبيقها وأن هذه الخطوة يجب أن تستكمل بتجديد مذكرة التفاهم بين الحكومة اللبنانية والمحكمة في آذار (مارس) المقبل.