شدّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على موقف بلاده «الثابت إزاء لبنان وهو رفض أي انعكاسات او ارتدادات سلبية على ساحته من خلال ما تشهده منطقة الشرق الاوسط من اضطرابات وأزمات». وكان المسؤول التركي وصل الى لبنان أمس، للمشاركة اليوم في الاجتماع الذي تعقده منظمة «اسكوا» في بيروت لنحو 50 شخصية عربية وأجنبية لبحث موضوع «الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية». وجال داود أوغلو على رؤساء: الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وعلى جدول لقاءاته شخصيات حزبية وروحية. وسمع المسؤول التركي من الرئيس سليمان تشديده على «أهمية التحول بعيداً من العنف الى الديموقراطية التي تحافظ على الحريات والتعدد والتنوع وتحقق تداول السلطة وتسهل تالياً تعاطي الدول في ما بينها عبر المؤسسات والشعوب»، مطالباً، بحسب ما وزعه المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، المجتمع الدولي «بالضغط على اسرائيل من أجل اتباع الاصول الديموقراطية عبر انسحابها من الاراضي التي لا تزال تحتلها في لبنان وسورية ومن خلال وقف الاستيطان وتهويد القدس وإعادة الحقوق الى أصحابها». وحضّ سليمان المسؤول التركي على «تعاون اكبر مع الجامعة العربية في الجهود التي تقوم بها لوقف الازمات والاضطرابات في بعض دول المنطقة وان تتضافر الجهود من اجل احتواء هذه الازمات وإبقاء المنطقة في دائرة التعبير السلمي والديموقراطي عن المطالب الاصلاحية». ودعا الى «تشجيع الجامعة العربية على استعادة دورها بشكل اساسي في القضية الفلسطينية وفي المساعدة لحل الازمات التي تعصف ببعض دول المنطقة»، شاكراً لتركيا «مشاركتها الفعالة في القوة الدولية في جنوب لبنان»، ومتمنيا «استمرار هذا الدور». ووصف داود أوغلو العلاقات التي تربط بين لبنان وتركيا ب»الممتازة». وعرض بري مع وزير الخارجية التركي الاوضاع والتطورات في المنطقة. ولم يدل داود اوغلو بأي تصريح بعد الزيارة. وفي السراي الكبيرة عقد اجتماع مطول بين ميقاتي والمسؤول التركي في حضور السفير التركي لدى لبنان إينان اوزيلديز، والوفد المرافق لأوغلو. ونقل داود اوغلو دعوة رسمية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى ميقاتي لزيارة تركيا. وقال في تصريح: «إنه لمن دواعي سروري ان أكون مجدداً في بيروت وهي بمثابة البيت الثاني للأتراك وخصوصاً بالنسبة الي. جئت الى هنا للمشاركة في مؤتمر تعقده منظمة اسكوا غداً (اليوم) عن التحول الى الديموقراطية، وكان لي الشرف ان التقي المسؤولين اللبنانيين... وسارت كل هذه اللقاءات في شكل جيد على ان التقي غداً (اليوم) الزعماء الروحيين والسياسيين في لبنان الذين هم اصدقاء مقربون ونظراء مقربون منذ ثماني او تسع سنوات». واعتبر ان اللقاء مناسبة «لمناقشة المسائل الثنائية والاقليمية، وكانت لنا رؤية مشتركة في المسائل الثنائية وفي التجارة بين البلدين التي تنمو في شكل سريع وتصاعدت بنسبة 15 في المئة العام الماضي وتجاوزت بليون ومئة مليون دولار، وأستطيع التأكيد ان علاقاتنا التجارية الى مزيد من التقدم في المستقبل». واضاف المسؤول التركي قائلاً: «كما كانت لنا رؤية مشتركة عن الأوضاع الاقليمية والتحولات في المنطقة والربيع العربي الذي يواجه فرصاً، واستطيع القول ان أول ربيع عربي من اجل الديموقراطية تحقق في لبنان الذي يتمتع بتراث وثقافة والذي شهد انتخابات حرة وعادلة وتفاهمات سياسية وثقافية ومبادلات سياسية ومصالحات وطنية». واضاف قائلاً: «اما بالنسبة الى تركيا فان الاستقرار في لبنان ضروري لأنه يشكل الدعم للاستقرار الدائم في منطقتنا، ونأمل في ان تأخذ الدول الاخرى عبرة من لبنان من خلال انتخاباته العادلة والحرة وسياسته المتعددة الأوجه، حيث يتنافس جميع الفرقاء السياسيين وهذا تقليد مهم». واشار داود اوغلو الى انه سيلتقي وفداً من «حزب الله». بكركي ولقاء بان ومن السراي، توجه وزير الخارجية التركي الى بكركي والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي وبحث معه الاوضاع في لبنان والمنطقة. ويواصل لقاءاته اليوم حيث يقيم له الرئيس السابق أمين الجميل عشاء في حضور عدد من القيادات. وفي السادسة مساء عقد داود اوغلو اجتماعاً مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر اقامتهما في فندق «فينيسيا» في بيروت. من جهة اخرى، علمت «الحياة» ان زيارة الرئيس ميقاتي لباريس تأجلت الى 12 شباط (فبراير) المقبل بسبب تضارب مواعيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة، ما أدى الى تأجيل الزيارة الى منتصف الشهر المقبل.