التجريب هو موضوع معرض الأعمال التشكيلية في قاعات أتيليه القاهرة، تحت عنوان «نسخة رقم1»، وتقوم فكرة المعرض الجامع لكل أنواع الفنون التشكيلية من تصوير ونحت وفوتوغرافيا لأجيال مختلفة من الفنانين، على فكرة التجريب والاستغراق في حالة من الحرية الإبداعية، إضافة إلى التفاعل مع هذا المفهوم انطلاقاً من تراكم المخزون التشكيلي لدى الفنان. ووفق منسقة المعرض، ندى عبدالله، قد تكون بعض المعروضات أعمالاً مهملة أو منسية في مرسم فنان، أو ملامح تجريبية في لوحة أو عملاً نحتياً لم يلتفت إليه في حينه، «لكن معظم الأعمال صنعت لأجل «نسخة رقم1»، بل إن الفنانين الكبار الذين شاركوا في المعرض مثل عادل السيوي ومحمد عبلة، اشتغلوا على أعمال جديدة خارج إطار بصمتهم المعروفة، وذلك في إطار بحثهم عن رؤى جديدة، سواء من حيث الفكرة أو الخامة أو التقنية». فالمعرض، كما توضح عبدالله، «أتاح لحظة فارقة في أفق الفن التشكيلي لم تسنح من قبل». شغل المعرض كل حيز في الأتيليه، ووضعت أنواع الفنون التشكيلية إلى جانب بعضها البعض، النحت إلى جانب الرسم والتصوير والفوتوغرافيا وغيرها. كما قدم الفنان أيمن فرغلي عرضاً نحتياً حياً خلال الافتتاح لاقى إعجاب الحضور. والتقت «الحياة» بعض الفنانين المشاركين، فقال النحات معاوية جلال: «أعمل على خامة الخشب لأنها تتيح حرية أكبر في الحركة من الغرانيت، كما أشعر أنها كيان ينبض بالحياة وهناك تواصل وعشق في ما بيننا». وأشارت الفنانة يارا الشافعي إلى أن عملها يجمع بين الكولاج و»البوب آرت»، إذ تستخدم قطعاً كرتونية صغيرة بدرجات لونية تجنح إلى الأحمر والأخضر، «في محاولة لإيجاد حالة من التناقض الذي يعبّر عن مجريات الشارع المصري في الوقت الراهن»، موضحة أن الجانب التقني استغرق منها وقتاً وجهداً كثيرين. وقدمت الفنانة مها عبدالنبي عملاً من الورق المحروق، عبارة عن كتلتين تمثلان بركاناً، مستخدمة عجينة السيراميك، لتعكس تشظي الأفكار وانقسام التيارات السياسية والفكرية بعد «ثورة 25 يناير». فيما قدم مازن لطفي لوحة بالرصاص، وهو عمل مركّب يصور مخاض مهمة، تعبيراً عن حالة الولادة المتعثرة التي تشهدها الثورة»، وهو الأمر الذي اتفقت عليه غالبية المشاركين، لا سيما في ما يخص الطفرة التي شهدتها الحركة التشكيلية في مصر بعد 25 يناير، من حيث قوة الألوان وجرأة الخطوط وصراع الأفكار من دون خوف كامن في أعماق الفنان وغلبة فنون الكولاج والرصاص. لم يشكل القائمون على المعرض أي لجان لتقييم الأعمال، إنما قدمت اقتراحات فنية كمشورة للفنانين الشباب لأن الفن، كما يرونه ووفق تيمة المعرض، وجهات نظر وتجريب طوال الوقت، إضافة إلى كونه تغييراً مستمراً في الأساليب والأشكال وتوليف الخامات لطرح أفكار جديدة تواكب العصر... ومصر ما بعد الثورة.