أكد النائب الأعلى لرئيس «أرامكو السعودية» لخدمات الأعمال المهندس عبدالرحمن الوهيب أن «أرامكو» بدأت في تغيير استراتيجيتها، وقال: «دشنا هذه السنة برنامجاً للتحول الاستراتيجي المتسارع ننتقل به من شركة زيت وغاز إلى شركة عالمية في مجال الطاقة والصناعات الكيميائية المتكاملة، في مدة لا تتجاوز عقداً واحداً». وأوضح خلال كلمة أمام مؤتمر مؤسسة الفكر العربي «فكر 10» المنعقد حالياً في دبي، أن «أرامكو» تستشعر ضرورة التغيير، «وإن أحد أهم الأسباب التي تجعل التغيير في شركتنا أمراً ملحاً هو الدماء الشابة تحت سن الثلاثين، الذين سيشكلون نحو 40 في المئة من قوة العمل في الشركة خلال الخمس سنوات المقبلة». وطرح تصوراً شاملاً لرحلة التغيير والتطور والتقدم التي تستهدف دعم الشباب والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم الفكرية وحماستهم نحو بناء مستقبلهم ومستقبل أمتهم، حيث رصد أربعة أركان استراتيجية لتحقيق هذا التغيير والأخذ بزمام التطور. وقال: «لا تغيير يتم دون الوصول إلى قلوب وعقول الناس، وإقناعهم بأهمية التغيير ليكونوا حمَلة رسالته». ورأى أن الركن الثاني يتمثل في بناء بيئة الابتكار والإبداع، لتفتح الباب أمام الأفكار الخلاقة على مصراعيه، في كل ما يؤدّى من عمل. وأعرب عن إيمانه بأن الاهتمام بالأفكار الخلاقة التي تقود إلى التغيير المتسارع يستدعي وجود ركن ثالث وهو بناء رأس المال البشري وإيجاد فرص التدريب والتعلم لتتواكب المهارات مع متطلبات التغيير. وأنهى عقد أركان استراتيجية التغيير نحو الأفضل لجيل الشباب بركن رابع يحمل الأهمية نفسها، وهو متابعة التغيير واستقراء فاعليته وتأثيره، بكل دقة وشفافية، لإجراء التعديلات المناسبة أثناء رحلة التغيير الشاقة. وكشف أن «أرامكو السعودية» استلهمت هذه الاستراتيجية في تعاطيها مع ثروتها البشرية لإيمانها بديمومة التغيير والبحث عن التطوير والمنافسة العالمية، ولفهمها حاجات الأجيال الجديدة من موظفيها الذين يجددون الدماء كل يوم في دورة أعمالها. ودعا إلى توجيه الشباب نحو مزيد من الاهتمام بدراسة العلوم التقنية المتقدمة وهندسة الحاسب الآلي، واعتبر أن التركيز على الاستثمار في هذا الجانب في الوقت الحاضر ضرورة ملحة حتى لا تزيد الفجوة العلمية والتقنية بيننا وبين دول العالم المتقدمة. وأوضح أهمية التقنية المعلوماتية كوسيلة أساس في نجاح التغيير، وتلبية طموح الشباب والتواصل اللصيق معهم. وضرب مثالاً على هذا التوجه المنشود بالدور الذي تقوم به «أرامكو السعودية» منذ سنوات طويلة، عبر فتح فرص الابتعاث أمام الشباب الواعد وتشجيعهم على التوجه نحو دراسة التقنيات الحديثة وعلوم الحاسب الآلي لما يمثله ذلك من مفتاح للتطوير الصناعي المنافس، خصوصاً أن «أرامكو السعودية» تتبوأ مكانة كبرى عالمية في هذا المجال، ولديها كثير من الخطط الاستراتيجية للتطوير الصناعي.