دعا النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية لخدمات الأعمال المهندس عبدالرحمن بن فهد الوهيب خلال كلمته في مؤتمر فكر 10 إلى توجيه الشباب نحو المزيد من الاهتمام بدراسة العلوم التقنية المتقدمة وهندسة الحاسب الآلي، مضيفاً أن التركيز على الاستثمار في هذا الجانب في الوقت الحاضر ضرورة ملحة حتى لا تزيد الفجوة العلمية والتقنية بيننا وبين دول العالم المتقدمة. وتناول الوهيب تجربة أرامكو في التغيير نحو الأفضل، موضحا أهمية التقنية المعلوماتية كوسيلة أساس في نجاح التغيير، وتلبية طموح الشباب والتواصل اللصيق معهم. وضرب مثالاً على هذا التوجه بالدور الذي تقوم به أرامكو منذ سنوات طويلة، عبر فتح فرص الابتعاث أمام الشباب الواعد وتشجيعهم على التوجه نحو دراسة التقنيات الحديثة وعلوم الحاسب الآلي لما يمثله ذلك من مفتاح للتطوير الصناعي المنافس، خاصة أن الشركة تتبوأ مكانة كبرى عالمية في هذا المجال، ولديها الكثير من الخطط الاستراتيجية للتطوير الصناعي. ثم تحدث عن ضرورة التغيير التي تستشعرها أرامكو السعودية قائلاً: "إن أحد أهم الأسباب التي تجعل التغيير في شركتنا أمرا ملحا هو الدماء الشابة تحت سن الثلاثين، الذين سيشكلون نحو 40% من قوة العمل في الشركة خلال السنوات الخمس القادمة". وأضاف الوهيب "لقد دشنا هذه السنة برنامجا للتحول الاستراتيجي المتسارع ننتقل به من شركة زيت وغاز، إلى شركة عالمية في مجال الطاقة والصناعات الكيميائية المتكاملة، في مدة لا تتجاوز عقدا واحدا إن شاء الله. وطرح تصورا شاملاً لرحلة التغيير والتطور والتقدم التي تستهدف دعم الشباب والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم الفكرية وحماسهم نحو بناء مستقبلهم ومستقبل أمتهم حيث رصد أركان استراتيجية لتحقيق هذا التغيير والأخذ بزمام التطور. وتابع "لا تغيير يتم دون الوصول إلى قلوب وعقول الناس، وإقناعهم بأهمية التغيير ليكونوا حملة رسالته". وأعرب عن إيمانه إضافة إلى الاهتمام بالأفكار الخلاقة التي تقود إلى التغيير المتسارع يستدعي وجود ركن آخر وهو بناء رأس المال البشري وإيجاد فرص التدريب والتعلم لتتواكب المهارات مع متطلبات التغيير. وأنهى عقد أركان استراتيجية التغيير نحو الأفضل لجيل الشباب بمتابعة التغيير واستقراء فاعليته وتأثيره، بكل دقة وشفافية، لإجراء التعديلات المناسبة أثناء رحلة التغيير الشاقة. وأشار إلى أن أرامكو استلهمت هذه الاستراتيجية في تعاطيها مع ثروتها البشرية لإيمانها بديمومة التغيير والبحث عن التطوير والمنافسة العالمية، ولفهمها لحاجات الأجيال الجديدة من موظفيها الذين يجددون الدماء كل يوم في دورة أعمالها. واستعرض جملة من الأمثلة والممارسات والبرامج التي تطبقها الشركة لتحقيق هذه الأركان الاستراتيجية اهتماماً منها بتحقيق الاستفادة القصوى والاستثمار الأمثل في هذه الأجيال الواعدة التي تنضم كل يوم إلى موظفي الشركة. كما شرح كيفية الاستفادة من هذه الأمثلة لتطبيقها في ممارساتنا المؤسسية في عالمنا العربي. وأنهى الوهيب حديثه مستبشراً بدور مشروع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي المرتقب، الذي تنشئه حالياً أرامكو السعودية، ويجسد رؤية فريدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاهتمام بالفكر والثقافة والتنمية، ليكون ركنا أساساً من النشاطات العديدة لمسؤوليتها الاجتماعية، الداعمة للشباب وتنميته.