انطلق المؤتمر السنوي ل «مؤسّسة الفكر العربي» في دورته العاشرة (مؤتمر «فكر 10» ) في فندق زعبيل سراي في دبي الذي شهد حفلة افتتاح رسمية حضرها جمع من أهل السياسة والثقافة والإعلام. افتتح المؤتمر الأمين العام للمؤسّسة الدكتور سليمان عبد المنعم بكلمة ترحيبيّة أكّد فيها أن هذا المؤتمر يشكّل مساحة للتساؤلات والنقاشات من دون أن يقدّم أجوبة أو أحكاماً قيميّة، وذلك وفق نهج المؤسّسة ومسارها، لكونها شكّلت على الدوام مساحةً للفكر من دون تبنّي أيديولوجيا معيّنة. ثم ألقى رئيس المؤسّسة الأمير خالد الفيصل كلمته موجّهاً في البداية خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وعلى رأسها سموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ومهنئاً القيادة والحكومة والشعب الإماراتي باليوم الوطني، والذكرى الأربعين للاتحاد. وخصّ بالشكر إمارة دبي وحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على استضافة المؤتمر السنوي العاشر لمؤسّسة الفكر العربي «فكر 10» ورعايته، انطلاقاً من حسّه العروبي الأصيل، وإعمالاً لعقيدته التنموية، في تعظيم الوفاء بالمسؤولية الاجتماعية، وتقديره لدور الفكر في صناعة النهضة العربية. وأوضح الأمير الفيصل في كلمته أن مؤسّسة الفكر العربي تبنّت منذ قيامها «سياسة ثابتة في مؤتمرها السنوي، بأن تطرح قضية الساعة في وطننا العربي، وبحيادية تامة تجمع لها أطياف الفكر العرب، وغير العرب إذا اقتضى الأمر، تحت مظلة فكرية حرّة، وتهيئ المناخ لحوار علمي حضاري، من أجل دراسة القضية، بتحليل الأسباب والدوافع، وتقييم الوضع الراهن وأحداثه، واستشراف تداعياته المستقبلية على حال الأمة، ومن ثم تقديم الرؤى الكفيلة بتحقيق مصلحتها العليا». وأضاف :»وإعمالاً لهذه السياسة، فقد فرض «الربيع العربي» نفسه موضوعاً لمؤتمركم الموقر، على مرجعية خطورة الأحداث غير المسبوقة الجارية الآن، وما يكتنف المشهد العربي من ضبابية» . وذكّر الفيصل، بأن مؤسّسة الفكر العربي تنبّهت مبكراً إلى حتمية التغيير الإيجابي بأيدينا، لا بيد الغير، يوم خصّصت مؤتمرها السنوي الثالث «فكر3»، في مراكش آخر العام 2004 تحت عنوان « العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة». وأضاف:» لعل السؤال الأكثر إلحاحاً الآن، في الأزمة العربية الراهنة، هو: هل نحن قادرون على الاقتناع بثقافة التغيير بمعنى التطوير، والإصلاح بمعنى مراجعة واقعنا وتعديله، مع ما يتطلبه ذلك من جهود حقيقية، وقرارات شجاعة على أرض الواقع، للدخول الفاعل إلى مشروع الإصلاح العربي ؟». ثم أجريت مراسيم تكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووفق ما جاء في كلمة الفيصل، لعطاءاته الكثيرة ومسيرته الحافلة بالإنجازات والمجللة بالعطاء، والتاريخ الحافل بالتجارب الرائدة في التنمية والتطوير، وقيادته إمارته إلى حلم طموح بلا سقف، حقق لها من الإنجازات القياسية، ما أهّلها - بكل المقاييس- لتكون مدينة عصرية عالمية، بفضل رؤاه التنموية الثاقبة، ومثابرته الدؤوبِ على مشروعه، ومتابعته الشخصية لكل فعالياته. وجائزة «مسيرة عطاء» هي جائزة سنويّة تمنحها مؤسّسة الفكر العربي لإحدى الشخصيّات العربيّة الرائدة ذات المسيرة الحافلة في مجال العمل والإنجاز، وقد مُنِحت الجائزة للمرة الأولى العام الماضي، إلى السياسي والصحافي الّلبناني غسان تويني.