أكد رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن مؤسسة الفكر العربي تبنت منذ قيامها سياسة ثابتة في مؤتمرها السنوي، بأن تطرح قضية الساعة في وطننا العربي، وبحيادية تامة تجمع لها أطياف الفكر العرب، وغير العرب إذا اقتضى الأمر، تحت مظلة فكرية حرة، وتهيئ المناخ لحوار علمي حضاري، من أجل دراسة القضية: تحليل الأسباب والدوافع، وتقييم الوضع الراهن وأحداثه، واستشراف تداعياته المستقبلية على حال الأمة، ومن ثم تقديم الرؤى الكفيلة بتحقيق مصلحتها العليا. وقال في افتتاح فعاليات مؤتمر فكر 10 المقام في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنه إعمال لهذه السياسة، فقد فرض «الربيع العربي» نفسه موضوعا للمؤتمر الحالي، على مرجعية خطورة الأحداث غير المسبوقة الجارية الآن، وما يكتنف المشهد العربي من ضبابية. وأشار إذا كان المطلب الرئيسي والمشترك، لفعاليات هذه الحالة على امتداد الساحة العربية هو التغيير، فقد تنبهت مؤسسة الفكر العربي مبكرا لحتمية التغيير الإيجابي بأيدينا، لا بيد الغير، فخصصت مؤتمرها السنوي الثالث «فكر3»، المنعقد في مراكش أواخر العام 2004م لهذا الغرض، تحت عنوان «العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة» حيث تشرفت بإلقاء كلمة افتتاح ذلك المؤتمر، التي جاء فيها: «لا أحد ينكر أن التغيير سنة كونية وضرورة حتمية، وأن مغايرة الحاضر لمجرد التغيير مشروع فاشل. أما التغيير الحقيقي فهو الذي يستهدف تطوير الواقع، والارتقاء بالإنسان، وتذليل سبل الحياة أمامه، وينظر إلى الثقافة باعتبارها المعين الأساسي لنشاطه العلمي والعملي على السواء، كما يؤمن بأن تلاقح الثقافات، يمثل دائما الدافع لعجلة الحضارة الإنسانية». وأضاف بالقول لعل السؤال الأكثر إلحاحا الآن، في الأزمة العربية الراهنة، هو: هل نحن قادرون على الاقتناع بثقافة التغيير بمعنى التطوير، والإصلاح بمعنى مراجعة واقعنا وتعديله، مع ما يتطلبه ذلك من جهود حقيقية، وقرارات شجاعة على أرض الواقع، للدخول الفاعل إلى مشروع الإصلاح العربي؟. وختم كلمته بالحديث حول موافقة الجميع له على أن هذا السؤال المطروح منذ سبع سنوات لا يزال معلقا ينتظر الجواب، قائلا: أنتم له أهل وكفء إن شاء الله. وقدم نيابة عن أعضاء مؤسسة الفكر العربي خالص الشكر والتقدير، لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث نبارك للقيادة والحكومة والشعب الإماراتي باليوم الوطني، والذكرى الأربعين للاتحاد. وأخص بالشكر إمارة دبي، وحاكمها، سمو الشيخ محمد بن راشد، الذي قادها إلى حلم طموح بلا سقف، وحقق لها من الإنجازات القياسية، ما أهلها بكل المقاييس لتكون مدينة عصرية عالمية، بفضل رؤاه التنموية الثاقبة، ومثابرته الدؤوبة على مشروعه، ومتابعته الشخصية لكل فعالياته، كذلك الشكر لاستضافة دبي لهذا المؤتمر السنوي العاشر، لمؤسسة الفكر العربي «فكر 10» ورعايته، انطلاقا من حسه العروبي الأصيل، وإعمالا لعقيدته التنموية، في تعظيم الوفاء بالمسؤولية الاجتماعية، وتقديره لدور الفكر في صناعة النهضة العربية. وشهد افتتاح المؤتمر سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي تم تكريمه لعطاءاته التي قدمها لمؤسسة الفكر ومسيرته الحافلة بالإنجازات والعطاء، وتاريخه الحافل بالتجارب في التنمية والتطوير، كما حضره صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة. وفي الوقت الذي أكد فيه الأمين العام لمؤسسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم أن مؤسسة الفكر العربي لا تقدم فكرا إنما تقدم مساحة للفكر، فإن عريفة الحفل آمال سالم أن مؤسسة الفكر تبذل كل مسعاها لخدمة أمتها وتجمع أطياف الفكر تحت مظلة حرة في حوار حضاري موضوعي شفاف يناقش القضايا العربية المستجدة على الساحة ويستخلص الرؤى الكفيلة بمعالجتها.