أكد الجيش الأميركي ان قوات الامن العراقية ما زالت في حاجة الى دعمه، مشيراً الى ان المليشيات الشيعية التي تحمل السلاح الآن بحجة مقاومته ستواصل حمله بعد خروجه. وقال الناطق باسم القوات الاميركية في العراق الجنرال جيفري بيوكانن في تصريحات الى «الحياة» ان «مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن سيكون له تأثير سلبي في وضع تنظيم القاعدة في العراق لكن لا يمكن القول أنه سيوقف نشاطاته المحدودة بعد نجاح القوات العراقية والاميركية بعرقلة عمله». وأكد ان «تنظيم القاعدة ما زال يشكل خطراً في العراق لكن خطره محدود من خلال عمليات اغتيال افراد او استهداف مقار حكومية لجلب الانتباه، والاكيد انه يصعب على التنظيم الان تفخيخ سيارة وتوجيهها الى اهداف محددة». وشدد على ان «الميليشيات الشيعية تمثل خطراً كبيراً على أمن العراق واعمالها تمثل اهانة للسيادة الوطنية فالتقارير افادت ان 90 في المئة من عملياتها المسلحة استهدفت عراقيين وهذا يعني انها تتخذ من وجود القوات الاميركية ذريعة لحمل السلاح ونحن متأكدون من انها ستواصل حمله وتنفذ اعمال العنف بعد خروجنا من العراق». ولفت الى ان «عصائب اهل الحق وحزب الله هما اكثر هذه الجماعات تهديداً للعراق».وقال إن «جيش المهدي يختلف تماماً عن هذين الفصيلين لانهما يستمدان الدعم المباشر من فيلق القدس الايراني، فيما اختار جيش المهدي الدخول في العملية السياسية من خلال التيار الصدري وطروحاته بدت ايجابية وبناءة في حصر السلاح بيد الدولة». وعن التهديد الذي اطلقه زعيم «جيش المهدي» مقتدى الصدر في 9 نيسان (ابريل) الماضي باعادة نشاطه اوضح بيوكانن انه «قد يكون من وراء ذلك التهديد هدف سياسي ولكن بشكل عام فان هذا التهديد لم يعجب الغالبية العظمى من العراقيين وأثار في نفوسهم الخوف والذعر. ولكنني مقتنع بأن للتيار الصدري قاعدة جماهيرية وحصل على اصوات يستحقها اهلته ليكون له صوت في البرلمان والحكومة ومن حقه التعبير عن رأيه سياسياً». وعن اقتراح تمديد بقاء القوات الاميركية إلى ما بعد عام 2011 قال ان «القوات الاميركية التزمت كل بنود الاتفاق الامني ونحن ايضا نؤكد التزامنا الفقرة الاهم في الاتفاق وتنص على الجلاء الكامل من البلاد نهاية عام 2011». وطالب «الحكومة العراقية باتخاذ القرار الصائب لمصلحة الشعب». وأضاف ان «القادة العسكريين العراقيين يدركون جيداً محدودية قواتهم وبالتالي فإن أي تقييم عسكري يجب ان يتناول التحديات المستقبلية على ان تكون الحكومة قادرة على استيعاب التقييم واتخاذ القرار الحاسم». ولفت الى ان «القوات الاميركية منفتحة على أي قرار تتخذه الحكومة بما في ذلك البقاء إلى ما بعد 2011 ما دام الاتفاق الامني يتيح التمديد». وجواباً على سؤال عن تقييم الجيش الاميركي لقدرات القوات الامنية العراقية قال بيوكانن: «هذه القوات باتت تمتلك خبرة كبيرة، لكنها ما زالت في حاجة الى الدعم والمساعدة، وفي المستقبل قد تحدث تحديات داخلية او خارجية على الحكومة أخذها في الإعتبار. لكن العامل السياسي قد يؤثر في قرارها». وزاد ان «عديد القوات يبلغ 46 الف جندي منتشرين حالياً في 70 قاعدة بعد ان كان 146 الف جندي منتشرين في 504 قواعد. وهذا يوضح حجم الإنسحاب». وأكد وجود مخاوف على السفارة «من (هجوم) بعض الميليشيات الشيعية كحزب الله وعصائب اهل الحق التي تمثل تهديداً كبيراً» وقال: «في حال تعرضها لهجوم سيكون ذلك اهانة للسيادة العراقية وسيضر بمصالحها الديبلوماسية». واعتبر ان «الجهود التي تبذلها وزارة الحوار الوطني في الحوار مع عدد من الجماعات المسلحة السنّية شمال البلاد يبعث الطمأنينة والامل فالمصالحة مع هذه الجماعات افضل بكثير».