يحفل الأسبوع الطالع في لبنان بالحركة السياسية بدءاً من المؤتمر الصحافي الذي يعقده مساء اليوم الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ويعرض فيه ما لدى الحزب من معلومات يستند إليها من أجل تعزيز فرضية اتهامه إسرائيل بالوقوف وراء جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مروراً بتهيؤ كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط للاجتماع مع رئيس الحكومة سعد الحريري المتوقعة عودته من إجازته خلال اليومين المقبلين (مع بداية شهر رمضان) من اجل البحث معه في بلورة أفكار تتناول تعزيز أجواء التهدئة في البلاد وتكثيف الحوار حول سبل مواجهة تداعيات صدور قرار ظني من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يتخوف «حزب الله» من ان يتهم أفراداً منه بالتورط في جريمة اغتيال رفيق الحريري. ويصل الى بيروت اليوم مساعد المبعوث الخاص لعملية السلام فريدريك هوف لإطلاع المسؤولين اللبنانيين على جهود جورج ميتشل لإطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل إحداث تقدم في عملية السلام، فيما لاقت مبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى إطلاق حملة وطنية وخارجية لتسليح الجيش اللبناني بما يمكنه مواجهة الاعتداءات الجوية عليه من قبل إسرائيل ترحيباً داخلياً، على أن يطرح الأمر على أول جلسة لمجلس الوزراء تعقد هذا الأسبوع مع عودة الحريري. وذكرت مصادر رئاسية أن سليمان سيواصل وضع آلية لحملته من اجل تسليح الجيش بإمكانات دفاعية جوية، وسيعد أفكاراً لتكريسه التهدئة السياسية التي شهدها لبنان بدءاً من الأسبوع الماضي نتيجة للقمة السعودية - السورية - اللبنانية التي اعتبرت ان الاستقرار وحفظ الأمن في لبنان خط أحمر، وللمساهمة في إبعاد الفتنة التي يتخوف البعض منها بفعل الخلاف على المحكمة الدولية. وذكرت المصادر ان سليمان يمهد الى طرح هذه الأفكار على هيئة الحوار الوطني حين تجتمع بعد أقل من أسبوعين (19 آب/أغسطس). وقالت إن سليمان يواصل مبادراته بدينامية بدأت منذ مدة وينتظر ما سيقوله نصرالله ليبني على الشيء مقتضاه. وفي موازاة ذلك ذكرت مصادر الرئيس بري ل «الحياة» انه يعتقد بوجوب الإفادة من التفاهم السعودي - السوري كي يقوم الجانب اللبناني بدوره ايضاً في تعزيز التفاهمات اللبنانية على مواجهة أي احتمال لأي فتنة سنية - شيعية، خصوصاً ان قضية المحكمة باتت في يد الخارج وهذا لا يعفي اللبنانيين من لعب دورهم في تطوير التهدئة القائمة حالياً. وإذ توقعت مصادر بري ان يتسم كلام نصرالله بالتهدئة اليوم قالت مصادر مقربة من جنبلاط انه أبلغ كوادر من «الحزب التقدمي الاشتراكي» في حوار مغلق معهم أول من امس ان الفتنة السنية - الشيعية تطاول الجميع إذا وقعت وأنه يشارك نصرالله مخاوفه من تسييس المحكمة، مؤكداً انه معها شرط عدم تسييسها. وحين سئل جنبلاط عن دور حزبه إزاء مخاطر الفتنة أجاب: «علينا أن نقوم بكل المساعي التي تحول دون الفتنة وأن نلعب دوراً بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله، وهما المعنيان في شكل أساسي. سنسمع ما سيقوله السيد نصرالله ثم نتحرك والشيخ سعد يستطيع ان يساعد كثيراً وسألتقيه خلال الأيام القليلة المقبلة بعد عودته من السفر». وفي طهران قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن بلاده مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني وأنها تقف الى جانب سورية ولبنان في مواجهة الاعتداءات الصهيونية. وقال رداً على سؤال عن احتمال وقوع حرب على لبنان وسورية وإيران أن الهدف من الحرب خلق أزمات وأحياناً أخرى الهروب من أزمة ومن الأهداف ايضاً إضعاف قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأشار الى احتمال حصول الحرب، لكنه سأل: «هل يمكن تحويل هذا الاحتمال الى فعل؟ هذا ما يدفعنا الى ان نكون حذرين لأن التجربة علّمتنا انهم سيلجأون الى الحرب إذا فشلوا في فرض تصوراتهم عبر الأساليب السياسية. لكنهم يدركون ان شن أي حرب لن يكون بلا ثمن. وقال ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل تعلمان جيداً التبعات التي تنتظرهما في حال شن الحرب على سورية. وبالتالي استبعد وقوع الحرب بشكل فعلي». على صعيد آخر، أخذت قضية توقيف العميد المتقاعد فايز كرم، القيادي في «التيار الوطني الحر» بشبهة التعامل مع إسرائيل من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تتفاعل. وفيما تواصلت التحقيقات الأمنية معه وسط تكتم شديد على نتائجها في انتظار اتخاذ القرار النهائي بإحالته على القضاء المختص صدرت مواقف عدة من نواب ينتمون الى «التيار» أول من امس (النائب ابراهيم كنعان) وأمس حيث رفض النائب زياد الأسود «تسمية العميد فايز كرم بالعميل، إنما بالمتهم البريء حتى تثبت إدانته»، معتبراً في حديث الى موقع nowlebanon.com ان «التسريبات الإعلامية حول العميد كرم تهدف الى ضرب معنويات «التيار الوطني الحر» وتشويه صورته امام الشعب اللبناني، إضافة الى وجود هدف أساسي من هذه التسريبات يرمي الى زعزعة الثقة بين التيار وحليفه «حزب الله». وشكك اسود بالتحقيقات التي يجريها فرع المعلومات، معتبراً انه من «المعيب على القضاء اللبناني ان يترك جهازاً مشكوكاً بشرعيته يتعاطى بملف كهذا وأن كل تحقيق لا يدخل ضمن إطار الضابطة العدلية هو تحقيق باطل». لكنه قال: «ما يصدمني في هذا المجال هو الشخص (عن كرم) لكنه أمر لن يغير من مسار التيار الوطني». ورداً على تسريبات أخرى حول توقيفات أخرى، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: «كثر في الآونة الأخيرة نشر المعلومات الصحافية على خلفية التوقيفات في ملف التعامل مع العدو الإسرائيلي، حتى ذهب بعض وسائل الإعلام وبعض الصحافيين، للإشارة الى تورط عسكريين في هذا الملف. إن قيادة الجيش تنبه من مغبة إطلاق الاتهامات جزافاً في قضية وطنية بالغة الدقة بالنسبة إليها، وتحذر مروجي الإشاعات من أنها لن تتهاون في الحفاظ على سمعة عسكرييها، وتحتفظ بحقها في استدعاء من يطلقون الاتهامات جزافاً للتحقيق معهم، والوقوف على ما لديهم من معلومات ومستندات وإثباتات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إذا اقتضى الأمر».