باريس - أ ف ب - بعد نجاح مسرحية «دون جوان» (2003)، يعود الكاتب والمؤلف الموسيقي فيلكيس غراي بمسرحية غنائية استعراضية بعنوان «شهرزاد» يتناول فيها قصص ألف ليلة وليلة من منظار الحب الجارف، وهو الموضوع المفضل لديه. هذه المسرحية الغنائية التي حضرها مئة ألف متفرج في مونتريال في كندا، بدأ عرضها على مسرح «فولي بيرجير» في باريس، وتؤديها الفرقة الكندية ذاتها مع ريتا طباع وفيليب بيرغيلا في الدورين الرئيسين الى جانب 21 مغنياً وراقصاً. وتؤدي ريتا طباع، ذات الأصول اللبنانية وتتمتع بصوت آسر وصافٍ، دور شهرزاد، التي تنجح في إعادة حب الحياة الى السلطان الذي أعماه الحقد والرغبة في الانتقام بعدما خانته حبيبته السابقة. وسبق لطباع أن لعبت دور إيزميرالدا في مسرحية «نوتردام دو باري» في كندا. ويسمح الديكور غير المتكلف للمسرحية المغنّاة بالكامل (26 أغنية) والتي تذكّر بعروض الأوبرا الباروكية، بالانتقال من مكان الى آخر على هوى الشخصيات والمشاهد الساحرة. وتعزز فرقة موسيقية شرقية على المسرح المعزوفات المسجّلة التي تزيد من جمالها نوعية الصوت الرائعة في مسرح «فولي بيرجير». ويقول غراي: «شهرزاد شخصية رائعة ذات طابع آني جداً. هي امرأة تناضل من أجل النساء، وفي الوقت ذاته تنقذ حياتها من خلال فرارها من السلطان». وقد أضفى غراي طابعاً رومانسياً على الاسطورة من خلال جعل ياسمينة شقيقة شهرزاد، تغرم أيضاً بالسلطان وتقتل شقيقتها. وقد غلب الحزن على السلطان، فلجأ الى فانوس علاء الدين في محاولة لإعادة شهرزاد الى الحياة. ويضيف غراي: «الحب والغيرة والحزن والتسامح هي المشاعر العالمية الكبرى. لا شيء أهم من ذلك. وتمثل شهرزاد الحب الأبدي». واستطاع فيلكيس غراي أن يجذب آذان الجمهور في هذه المسرحية إلى أنغام عذبة وبسيطة يمكن حفظها بعد الاستماع اليها من المرة الاولى. لذلك أصدر ألبوماً عن شركة «يونيفرسال»، بعنوان «شهرزاد» يضم اغاني المسرحية. ويختم قائلاً: «اننا نشهد مرحلة تسقط فيها كل الاوهام. من الملحّ إعادة اكتشاف قصص لا تموت والعودة الى أساطير الماضي التي يمكننا تعلم الكثير منها».