أثنى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بفكرة الصالونات الأدبية، مشيراً إلى أن الأدب «يحتاج للتلقي»، مستحضراً بدايات إقامة صوالين أدبية في مكة وذكريات جيل الرواد. وقال: «إنها أصبحت ظاهرة في المدن السعودية توزعت فيها على أيام الأسبوع، وعملت جنباً إلى جنب مع الأندية الأدبية، لتشكل علامة ثقافية بارزة». وأثنى خوجة على ثلوثية الدكتور محمد المشوح وحضورها الراسخ، بعد مرور عقد من الزمان على إنشائها في مدينة الرياض، مشيراً إلى تنوع نشاطاتها وانصراف نقاشاتها إلى الشأن العام، وإتاحة الفرصة فيها للحضور من العامة، ومشاركة المثقفين، والاجتماع بالمسؤولين في دارة المشوح، بما تحمله قيمة إقامتها في المنزل من بساطة وأريحية. جاء ذلك في كلمة له أثناء رعايته حفلة أقامتها إدارة الثلوثية، بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشائها، قبل أن يرعى تدشين موقعها الإلكتروني، ويفتتح معرض الصور في الدارة. في الحفلة ألقى الشاعر مشوح المشوح قصيدة في الوزير على غرار قصيدة للوزير في خادم الحرمين الشريفين، بعد أن ألقى كلمة لضيف الشرف الأمين العام لمجلس الوزراء عبد الرحمن السدحان، متحدثاً عن علاقته ب«ثلوثية المشوح» وأمسيته فيها، وأشار فيها إلى ما وصفه «مخاض الأندية الأدبية». وقال: «أخشى أن ينتقل إلى الأندية ما يعرف بالربيع العربي بما يدور فيها من تجاذب وجدل واختلاف للرأي لا صلة له بالأدب، في إشارة إلى ما حدث في نادي الباحة من استنكار وجود المرأة المثقفة في الأندية الأدبية، وما حدث في بعض الأندية من استنكارات لنتائج الانتخابات وتهم تزييفها، قبل أن يبدي تفاؤله بأن ذلك لا يشكل ظاهرة». من جانبه، وصف رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي، في كلمة للمثقفين في الحفلة، ما أشار إليه السدحان، أنه «درس ثقافي كبير»، مثنياً من جهة أخرى على حضور الوزير. وقال الوشمي: «هكذا تكون الثقافة هماً، إذ حضور الوزير يعد شهادة قاطعة أن الوزارة مع هذا الحراك الثقافي الهام، سواء برعايتها للصالونات الأدبية أم للصحف أم للقناة الثقافية»، مضيفاً أن الوزارة «تظل أماً للجميع»، قبل أن يشير إلى علاقة «أدبي الرياض» ب«ثلوثية المشوح» الوطيدة ويكشف عن تبني إصدار مشترك آخر، يضاف إلى تجربة الإصدار الأول قبل 3 سنوات. وتحدث الدكتور محمد المشوح عن شواهد مهمة لاهتمام الدكتور عبد العزيز خوجة بالشأن الثقافي، منها تجربة الانتخابات وقناة الثقافية، إضافة إلى رعاية الصوالين الأدبية. وقال: «اليوم تكمل الثلوثية عقداً من الزمان بعد بدأت وليدة. بدأت فكرتها كصالون عام ومفتوح يناقش قضايا ثقافية واجتماعية، ويلتقي ويكرم العلماء والمثقفين والمسؤولين، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من عقد للشراكات وطباعة للإصدارات، ومساهمة في الشأن الثقافي العام»، مشيراً إلى الدعم الذي تلقته الثلوثية من وزير الدفاع الأمير سلمان وأمير الرياض الأمير سطام خلال العشر سنوات الماضية. يذكر أن الثلوثية عقدت منذ بداياتها الأولى عام 1421 ه ما يقارب 100 لقاء مفتوح، كرمت فيها أكثر عشرات من رواد الفكر والثقافة في المملكة والوطن العربي، وهي إضافة إلى أنشطتها الأخرى، من إصدار الكتب والمطبوعات وشراكاتها الثقافية، وعنايتها بالمستجدات الثقافية العامة والشأن والحدث الاجتماعي، وسعيها لاستضافة أولئك الرواد ممن لهم مشاركة وإسهام في تلك الشؤون، إنما تكرس مد الجسور وبناء العلاقات المتينة بين النخب والأطياف الثقافية والعامة بتوجهاتها كافة.