عندما تدخل مكتبها تشعر بأنك في مؤتمر دولي معني بثقافات وحضارات العالم، أو متحف مصغر يحوي كثيراً من التحف والرموز الدولية، وفيما يخص المملكة وطلابها المبتعثين في أميركا تجد هناك سجادة الصلاة والحجاب والعملة السعودية، إنها برندا براند الموظفة الأميركية في إدارة شؤون الطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعة تكساس، التي تتعامل مع ما يقارب ألف طالب من مختلف دول العالم، يشكل السعوديون النسبة العظمى من الدول غير الناطقة باللغة الإنكليزية، ويحتوي مكتبها على ثقافات وعادات وتقاليد كل الطلاب الأجانب، إذ تحرص أن تضع رمزاً لأي ثقافة تختص بأي طالب غير أميركي. وذكرت برندا ل«الحياة» أنها تعرف جيداً أن سجادة الصلاة مقدسة بالنسبة للسعوديين والمسلمين بشكل عام، على اعتبار أنها سجادة خاصة بأداء شعائر الصلاة، وأن أول ما جاءت لهذا المكتب وجدت سجادة الصلاة على أحد رفوف المكتب، إلا أنها وضعتها في أعلى واجهة مكتبها، لافتة إلى أنها تتعامل مع الكثير من الطلاب من مختلف دول العالم، وأنها تحب عملها لأن هذه الوظيفة ساعدتها على فهم الناس جيداً، والتعمق في معرفة ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، من خلال إشرافها على مختلف الطلاب الأجانب. ولفتت إلى أن وظيفتها غيرت الكثير من ملامح شخصيتها في الحياة، على اعتبار أنها نشأت في مدينة صغيرة، ولا تعرف الكثير عن أحوال وثقافات مختلف دول العالم، وقالت: «أهتم بأخبار الطلاب كافة الذين يشرف عليهم المكتب الدولي في الجامعة من جميع الدول سواء السياسية أو الاقتصادية أو أي حدث في الدولة»، مشيرة إلى أن هذا مهم جداً في عملها، إذ يشعر طلابها بحرصها عليهم من خلال الحديث معهم عما يجول في خواطرهم بسبب الغربة وبعدهم عن أرض الوطن والأهل، وأنها أول ما سمعت عن خبر وفاة الأمير سلطان ولي العهد أول ما توارد لها في الذهن طلابها السعوديون الذين يدرسون في الجامعة. وأضافت أن خبر الزلزال الذي ضرب اليابان كان مؤثراً، لأنها تتعامل مع طلاب وطالبات من اليابان، وأن مهمتها الرئيسية إشعار كل الطلاب والطالبات بأنها جزء رئيسي من مشاعرهم وعاداتهم وتقاليدهم، مشيرة إلى أن لديها الكثير من العلاقات الجيدة مع طلاب سابقين من مختلف الدول تخرجوا في الجامعة، وأنها تتواصل معهم عبر الفيسبوك أو الرسائل الإلكترونية أو الهاتف. وعن تعاملها مع الطلاب السعوديين في الجامعة، قالت: «ما لمسته من خلال تعاملي مع المبتعثين السعوديين أن لديهم روح التعاون والعمل والطموح، وإن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي عرّف أفراد المجتمع الأميركي بأبناء وبنات الشعب السعودي، وعرّف بالكثير من الثقافات والعادات الاجتماعية في المجتمع السعودي من خلال تعامل المبتعثين مع أساتذة الجامعة أو أفراد المجتمع الأميركي في الحياة العامة»، لافتة إلى أنها تستفيد من البرشورات التي تعرف بثقافة وعادات وتقاليد المجتمع السعودي التي تحصل عليها من الملحقية الثقافية السعودية، وأنها دوماً ما تعرضها في الكثير من المناسبات الخاصة بثقافات دول العالم. وأشارت إلى أن هناك الكثير من المعلومات التي توضح ثقافة السعودية والمرأة السعودية، إضافة إلى معلومات عن مسيرة التعليم السعودي في مختلف الجامعات، وأنها تتعرض إلى الكثير من الأسئلة عن ثقافة وعادات وتقاليد المجتمع السعودي من طلاب وأساتذة أميركيين في الجامعة، وقالت: «يردني الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن ثقافة المملكة، خصوصاً بعد المناسبات التي يشارك فيها الطلاب السعوديون في الجامعة، وأن المجتمع الأكاديمي في مختلف الجامعات الأميركية عرف الكثير عن عادات وتقاليد المجتمع السعودي من خلال مشاركات الأندية السعودية في أنشطة الجامعات».