لم يمنع اختلاف الثقافات والديانات في دول الابتعاث السعوديين من الاندماج مع زملائهم ومعارفهم من الجنسيات الأخرى، محققين بذلك أحد أهم أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، إذ يمتلك المبتعثون بأستراليا أساليب متعددة جميلة في علاقتهم مع زملائهم ومجاوريهم من الديانات الأخرى، تساهم في تقريب الآخرين من الدين الإسلامي، والثقافة العربية والسعودية. "الوطن" جالت بين مجموعة من الطلاب السعوديين والدوليين لتأخذ آراءهم حول هذا الموضوع، حيث قال رافائيل وهو برازيلي مبتعث بجامعة كيرتن غرب أستراليا إنه يمتلك علاقات جيدة مع طلاب سعوديين، ويفضل التعامل معهم دون غيرهم من الجنسيات الأخرى، معللا ذلك بأنهم يمتلكون الابتسامة الدائمة، وحبهم لمساعدة الغير، حتى لو لم يكن الطالب مسلماً. وأشار إلى أنه تعرض لأزمة مالية كادت أن تعرض دراسته للتوقف، فقام زملاؤه السعوديون بدفع مبلغ مالي له حتى يستمر في دراسته، وأعاده لهم لاحقا. وأوضح رافائيل أنه يحرص على قراءة معلومات عن الدين الإسلامي، وعن المملكة العربية السعودية، ولم يخف رغبته بزيارة زملائه السعوديين حال تخرجه من الجامعة. والتقت "الوطن" بالمواطن الأسترالي لوجي، وهو تاجر عقار، وزوجته مارتين، اللذين يقطن لديهما المبتعث بجامعة ECU يوسف الباتل بهدف تقوية لغته الإنجليزية، حيث أشار لوجي إلى أنه يفضل إسكان الطلبة السعوديين بعقاراته، لحرصهم على النظافة، وسمو أخلاقهم. وذكر أن طالبا سبق وأن سكن لديه يدعى عبدالرحمن القحطاني أثر فيه بأخلاقه الإسلامية العالية ما دعا زوجته مارتين لطلب نسخة من القرآن الكريم منه، فقام بجلب نسخة مترجمة لها، ولا زالت موجودة لديها تقرؤها من وقت لآخر للتعرف على تعاليم الإسلام. ويشير لوجي وزوجته مارتين إلى أنهما يعاملان يوسف الباتل كإبن لهما بسبب مساعدة يوسف لهما في شؤون الحياة، وهو ما افتقداه في أبنائهما الذين غادروهما عند بلوغهم الثامنة عشرة. وتمنى لوجي أن يحالفه الحظ ويزور السعودية للتعرف أكثر على ثقافتها التي تميزت بتقديم نماذج مثل تلك التي شاهدها بأستراليا. بدوره قال المبتعث يوسف الباتل، والبالغ من العمر عشرين عاما إنه سعيد بالسكن لدى لوجي وزوجته كونهما يعرفان عن الإسلام الشيء الكثير، كما أنهما يقومان بإعداد الأكل الحلال له، ويحرصان على حضور صلوات الأعياد بالزي السعودي، والعباءة التي ترتديها مارتين، وأضاف الباتل أن لوجي يعرف قبلة الصلاة، وأحياناً كثيرة يقوم بإيقاظه لصلاة الفجر وتذكرته بموعد الصلوات الأخرى. ويثير اختلاف العادات والتقاليد بين المبتعثين السعوديين من مناطق مختلفة تساؤلات، حيث تساءلت الطالبة آيرو من الجنسية الصينية عن حالة طالبتين سعوديتين بفصل واحد بحكم لبس إحداهما النقاب، والأخرى كاشفة الوجه ترتدي "إيشارب" على الشعر، حيث سألت من الأصح منهما بحكم أنها المرة الأولى التي تختلط فيها بطلاب وطالبات سعوديين.