يبدو أن الابتعاث الخارجي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين أعطى مساحة كبيرة للتعريف بكل ما يخص ثقافة وعادات المملكة خصوصاً أو الثقافة الإسلامية عموماً. ومما لا شك فيه أن وجود الكثير من الطلبة السعوديين في جامعات غربية خارج المملكة يسوق للكثير من مبادئ وعادات الشعب السعودي أو حتى العالم الإسلامي، من خلال ممارسة بعض الشعائر الدينية. ويجد طلبة سعوديون في شهر رمضان فرصة للتعريف ببعض ثقافاتهم ودينهم عند الكثير من العائلات الأميركية وفي الجامعات أمام بقية الأديان الأخرى من الأصدقاء والزملاء في الجامعة. ويؤكد الكثير من المبتعثين أن برنامج الابتعاث الخارجي له نتائج إيجابية في التعريف بالمناسبات الإسلامية كشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، إذ يستغل بعض الطلبة السعوديين دخول شهر رمضان للتعريف به، من خلال العروض التقديمية التي يقدمها الطلبة السعوديون في مرحلة اللغة الإنكليزية أمام أساتذة الجامعات أو الكثير من الطلبة الأجانب غير الناطقين باللغة الإنكليزية الذين يزاملون الطلبة السعوديين في معاهد اللغة. ويؤكد الطالب المبتعث في إحدى الجامعات الأميركية عبدالعزيز الجماز، أن استفسارات الشعوب الأخرى تكثر لدى الطلبة السعوديين حول شهر رمضان عند دخول الشهر، باعتبار أن الكثير من الطلبة يتغيبون عن وقتي الغداء والإفطار في الجامعات أو عند بعض العائلات الغربية، التي يسكن معها الطلبة السعوديون في جميع دول الابتعاث. ويضيف الجماز الذي يسكن مع عائلة أميركية: «دائماً ما أواجه أسئلة عن شهر رمضان من العائلة التي أقطن لديها»، مشيراً إلى أن بعض مزامليه في الجامعة من الأديان الأخرى يحرصون على التعرف على قواعد وتعليمات شهر رمضان للمسلمين. ويشير فهد القحطاني أحد الطلبة المبتعثين في كندا إلى أن بعض أساتذته في الجامعة قرروا تجريب الصيام ليوم واحد في رمضان الماضي كنوع من الفضول. ويضيف أن الكثير من الطلبة والأساتذة ينبهرون أثناء شهر رمضان بسبب صيامنا عن الأكل والشراب لنحو 18 ساعة، ما يدفعهم لطرح التساؤلات عن رمضان والصيام. وينبهر الكثير من الأديان الأخرى بشهر رمضان عند معرفتهم بقواعد الشهر السامية وفوائده كما يقول المبتعث عبدالله الزهراني، «أحد زملائي في الفصل من دولة فيتنام قال إن شهر رمضان يشعرنا ويحسسنا بقيمة الإنسان الفقير». وتشارك عائلات أميركية وكندية يسكن لديها الطلبة السعوديون في وجبة إفطار رمضان على اعتبار أنه شيء جديد في حياتهم، ويرغبون في التعرف على كيفية قضاء الطلاب وقتهم في شهر رمضان، خصوصاً عندما تكون وجبة الإفطار مميزة ببعض الوجبات الخاصة بشهر رمضان كالقهوة والتمر. إذ يؤكد مبتعثون عدة أن العائلات التي يسكنون لديها يشاركونهم وجبة الإفطار بشهر رمضان، ويستمتعون بشرب «فيمتو» وأكل «السمبوسة» التي يعدها الطلبة. وتحرص الكثير من الأندية السعودية في أميركا على تنظيم إفطار جماعي ليوم واحد أو يومين في الشهر مما يكون هناك فرصة لدعوة بعض من الجنسيات أو الأديان الأخرى، وذلك لمشاركتهم في وجبة الإفطار، والتعريف بتقاليد وعادات شهر رمضان. وتفاعلت جامعات غربية عدة، سواء في أميركا أو كندا أو بريطانيا مع الطلبة السعوديين بدخول شهر رمضان عبر تهنئة الطلبة السعوديين بدخول شهر رمضان المبارك عبر رسائل إلكترونية. وتفننت بعض الجامعات في شكل التهنئة من خلال رسم هلال الشهر، وكتابة عبارة رمضان كريم على بطاقة التهنئة.