أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل خلال زيارته لعمان ولقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بوساطة قطرية، على ان حركته «حريصة على أمن الأردن واستقراره ومصالحه» و«تحترم حدود أي علاقة يحددها الجانبان وسقوفها»، مشدداً في الوقت نفسه على ان الحركة ترفض رفضاً قاطعاً مشاريع التوطين والوطن البديل. وكان مشعل وصل الى عمان برفقة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي التقاه العاهل الأردني قبيل انضمام مشعل إليهما في المكاتب الملكية في الحمر، غرب عمان، حيث أجرى الثلاثة عملية تقويم شاملة لاوضاع المنطقة من دون التطرق الى لقاءات عمان الاستكشافية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. والتحق بالإجتماع الوفدان القطري الذي ضم ثلاثة وزراء ومدير مكتب ولي العهد، و«الحمساوي» الذي ضم كلاً من نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وأعضاء المكتب السياسي سامي خاطر ومحمد نزال وعزت الرشق ومحمد نصر. وصرح مشعل عقب اللقاء: «سعداء بالزيارة الاستفتاحية، ونعتبرها فاتحة خير، فتحنا فيها القلوب والعقول، والأردن كان وما يزال وسيبقى على العين والرأس، نحرص على أمنه واستقراره ونحرص على مصالحه، ونحرص على إقامة علاقات متميزة معه». واكد أن الزيارة «ستتلوها صفحات طيبة في علاقة متينة»، مضيفاً ان «حماس حريصة على أمن الأردن واستقراره ومصالحه وتحترم أصول العلاقة، والعلاقات السياسية بالتراضي كما هي العلاقات الإنسانية، ونحترم حدود أي علاقة يحددها الطرفان وسقوفها». لكنه اضاف: «حماس ترفض رفضاً قاطعاً كل مشاريع التوطين والوطن البديل، ونصر على استعادة الحقوق الفلسطينية غير منقوصة لتكون فلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن». وقدم شكره الشخصي وشكر «حماس» الى العاهل الأردني على كل جهوده في دعم الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزةوالقدس. في المقابل، نقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبدالله الثاني تأكيده خلال اللقاء على دعم بلاده الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا». وشدد على دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لتحقيق هذه الغاية، مؤكداً أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تشكل السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية. كما دعا الملك الى وحدة الصف الفلسطيني لتحقيق المصالحة الوطنية التي من شأنها تقوية الموقف الفلسطيني وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. واضاف بيان الديوان الملكي ان الشيخ تميم بن حمد نقل الى العاهل الأردني تحيات أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، فيما اصطحب الملك ضيفه في زيارة الى مركز العمليات الخاصة المشتركة لمتابعة تمرين عسكري نفذته وحدة من العمليات الخاصة. واستمرت الزيارة الرسمية 4 ساعات، إلا ان مشعل طلب البقاء في عمان «لأسباب شخصية» وللقاء عائلته، بحسب ما اكدت مصادر رسمية ل «الحياة»، فيما أكدت مصادر أخرى ان الزيارة لم تبحث فتح مكاتب الحركة التي أُغلقت قبل ترحيل قادتها في ايلول (سبتمبر) العام 1999. ووصفت المصادر الرسمية الزيارة ب «الإيجابية وفتحت الطريق لآفاق لم تكن مفتوحة في السابق، ويمكن ان يُبنى عليها في رسم العلاقات المستقبلية بين الأردن وحماس». وعزت المصادر الرسمية في الديوان الملكي غياب الحكومة عن استقبال مشعل وعدم وجود ترتيبات للقاءات مع مسؤولين أردنيين خلال الأيام التي سيقضيها في عمان بقولها: «الزيارة كانت لجلالة الملك وليس غيره، وإذا كانت هناك لقاءات رسمية، سيخطط لها لاحقاً». على خط مواز، أفاد موقع جماعة «الإخوان المسلمين» الإلكتروني في الأردن ان اللقاء يعد لقاء «تاريخياً»، مشيراً إلى أن «الحضور القطري يعزز التوجه الملكي لإعادة صوغ العلاقة بين حماس والأردن بما يخدم المصالح الأردنية العليا».