علَّل المسؤول البارز في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عضو مكتبها السياسي محمود الزهار، غيابَه عن حضور اجتماعات المكتب السياسي للحركة المنعقدة حالياً في دمشق، بانشغاله بمهام وبارتباطات عمل مسبقة ألزمته البقاء في القاهرة. وقلَّل من شأن البيان الذي أصدره عضو المكتب السياسي عزت الرشق، الذي تضمن رفضاً لمواقف كان الزهار انتقد فيها كلمة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في الاحتفال بإعلان المصالحة الشهر الماضي، وأعلن فيها مشعل استعداده للقبول بالمفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية. وتساءل الزهار: «هل البيان الذي أصدره الرشق صدر بالتوافق مع غزة والضفة؟»، مشيراً إلى أنه لا يُعبر عن مواقف الحركة في الداخل. وقال ل «الحياة»: «نحن لا نؤمن بأن هذه المفاوضات ستعطينا الحد الأدنى من المطالب والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إنها معطلة ومَضْيَعَة للوقت». وتابع: «رغم ذلك، نحن لم نضع عصا في عربة المفاوضات، وتركناهم يذهبون». وقال: «إنهم في الأصل (حركة فتح) ذهبوا إلى مدريد ووقعوا اتفاق أوسلو من دون أن يستشيروا أحداً، ونحن من جانبنا لا نتحمل وزر فشل هذه المفاوضات». ونفى الزهار وجود صراعات داخل «حماس»، وقال: «هناك خلافات داخل الحركة مثل الخلافات الموجودة داخل الأسرة الواحدة، لكن الأمر لا يرقى إطلاقاً إلى صراعات أو انقسامات». وشدد على «إن هذه العلاقات ستُحسم قريباً داخل الحركة». وعلى صعيد اتفاق المصالحة ومدى إمكان التوافق على اسم من بين المرشحين لرئاسة الحكومة، قال: «إن التوافق بين الحركتين على اسم محدد هو الذي سيحسم هذا الجدل»، لافتاً إلى أن لكل جانب خياراته المفضلة. وفي شأن صحة ما تردد من أنه رفض فكرة السماح لبعض قوات الأمن التابعة لرئاسة السلطة بدخول غزة، قال: «إن إنجاح المصالحة يتطلب الابتعاد عن كل ما يمكن أن يتسبب باستفزاز الناس أو كل ما من شأنه أن يعطل جهود المصالحة ومساعيها، خصوصاً من تورطوا أو أسهموا في إشعال فتنة الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني». وعما إذا كان لا يزال لدى «حماس» شكوك في نوايا فتح في إنجاز المصالحة، قال: «إن المومن لا يُلدغ من الجحر مرتين، وليس سراً أن فتح رفضت نتائج الانتخابات التي فازت فيها حماس بغالبية مقاعد البرلمان عام 2006 وشجعتها دول عربية، بالإضافة إلى الأميركيين والإسرائيليين، ومن ثم فُرض الحصار على قطاع غزة». وقال: «إن هناك برنامجاً متكاملاً، والمطلوب الآن التوجه لإنجاز استحقاق الحكومة التي ستدير المرحلة الانتقالية، وإطلاق سراح المعتقلين، وهو جزء أساسي ومهم في تنفيذ اتفاق المصالحة الداخلية تمهيداًَ للإعداد للانتخابات»، مشدداً على أن الانتخابات هي المحك. ورأى الزهار أن المجهول سيكون معلوماً عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني، معتبراً أن هذا هو الحل الأمثل لمعالجة الوضع الفلسطيني برمته، وأنه أيضاً اختبار لمدى صدق النوايا. في غضون ذلك، غادر القاهرة امس الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح عائداً إلى دمشق، بعدما أجرى محادثات وصفت أنها «إيجابية» مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي سيتوجه بدوره إلى روما ومن ثم إلى المغرب، وسيتوقف في العاصمة الأردنية عمان، وهو في طريقه عائداً إلى رام الله.