علمت «الحياة» أن الأمين العام لحركة «الجهاد» الإسلامي رمضان شلح وصل إلى القاهرة أمس تلبية لدعوة من القيادة المصرية لاطلاعه على نتائج اللقاء الذي جمع أخيراً كلاً من الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» إن «شلح الذي يترأس وفد الجهاد، سيبحث في القاهرة الكثير من نقاط ملف المصالحة، من بينها ملف منظمة التحرير الفلسطينية التي تتطلع حركته للانضمام إليها، لكن عقب إصلاحها وإعادة بنائها على أسس وطنية ومهنية». ولفتت المصادر إلى أن كثيراً من نقاط المصالحة غير واضح بالنسبة إلى «الجهاد»، مشيرة على سبيل المثال إلى التوافق الذي جرى أخيراً بين حركتي «فتح» و «حماس» على قضية المقاومة الشعبية وقالت: «إن نتائج اللقاء (مشعل - عباس) برمته غامضة وكثير من نقاطه التي تحدثوا عنها غير مفهوم بالنسبة إلينا»، لافتة إلى أنه لم تتم معالجة ملفات أساسية على صعيد المصالحة، على رأسها الحكومة والموقف من المقاومة والملف الأمني، وأن تحقيق المصالحة يتطلب أولاً حسم هذه الملفات الجوهرية التي لا تزال عالقة. يذكر أن مصر أرسلت دعوات عدة إلى القوى والفصائل الفلسطينية لعقد لقاءات ثنائية معها تمهيداً للقاء الجماعي المرتقب في 22 الشهر الجاري الذي سيحضره كل من عباس ومشعل وأمناء عامُّون للقوى والفصائل الفلسطينية، وذلك من أجل إشراك الكل الفلسطيني في متابعة تنفيذ اتفاق المصالحة، والتي تتطلب في هذه المرحلة مشاركة حقيقية كي يتحمل الجميع مسؤوليته في العمل في شكل جدي من أجل إنجاح المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية بشكل واقعي يجسد على الأرض، خصوصاً في ضوء التحديات الراهنة والضغوط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية من أجل تعطيل المصالحة. ومن المرتقب أن يشهد اللقاء الفلسطيني الجماعي الشهر المقبل بحث العملية السلمية في ظل الانسداد التام للمسار السياسي بسبب الإصرار الإسرائيلي على المضي قدماً في بناء المستوطنات، وكذلك رفض الحكومة الإسرائيلية تحديد مرجعية يتم وفقها استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.