لو قدمت مدرسة بنات شكوى لوزارة التربية والتعليم عن قدرة أحدهم على «التلصص» على الطالبات، لكون ساحة المدرسة «مكشوفة»، لحلت المشكلة في يومها، لبعثت فرقاً في لمح البصر، وبنت وشيدت في ساعات، وحلت المشكلة، لكن ماذا لو كان الأمر يتعلق بصيانة من نوع آخر، كحاجة المدرسة لإبادة الحشرات والقوارض، أو إصلاح أعطال كهربائية؟ الأمر هنا يحتاج إلى خطابات تتبعها خطابات. منذ أكثر من عام تنهال خطابات مدرسة بنات ابتدائية على إدارة الصيانة في وزارة التربية والتعليم من دون جدوى، لإصلاح جرس الطوارئ المعطّل، وهو ما يشكّل خطراً بحسب المشرفة التربوية أسماء الحمد، لكن من دون جدوى كما تقول. وليس بعيداً عن مشكلات الصيانة، تظهر في مدارس (شمال الرياض) مشكلة من نوع آخر، فبدلاً من أن يتجه الطلاب إلى المدرسة لأخذ العلم والتعلم؛ يجبر طلاب مدارس حكومية على «تنظيف الفصول»، وهو ما اعترض عليه أولياء أمور تحدثوا ل «الحياة»: «أبناؤنا يذهبون للمدرسة للتعلم؛ لا التنظيف»، متسائلين عن مهمة عمال النظافة! إلى الحرائق وقصصها التي لا تنتهي... في المدارس يصبح الموقع حرجاً أكثر، عوامل الصعوبة تندرج تحت خانة «الطفولة» والعدد الكبير، والجهل بطريقة التصرف. «الحياة» التقت معلمين ومعلمات قصّوا تجارب، وأخرجوا ما في صدورهم من مخاوف ومطالب. يبدو أن المشكلات وحلولها تأخذ «تصنيف أولويات» ما لدى وزارة التربية والتعليم، لكن من هو الذي يحدد التصنيف والأولويات؟