نصبت المنّية مايكل جاكسون على عرش النجومية العالمية من جديد. فهو سقط من عرش موسيقى البوب على وقع مشكلاته مع القضاء، وغرابة حياته، وتحولاته الجسدية. فالحداد على مايكل جاكسون أعادنا الى الماضي، يوم كان «حبيب» الجماهير في العالم كله. وقبل ربع قرن، احتفى العالم بموهبة مايكل جاكسون الموسيقية، وبتقديمه لوحات راقصة جميلة. وندرك، اليوم، أنه خلف، منذ أعوام سبقت وفاته، فراغاً كبيراً، وأنه آخر «سوبر ستار» على وجه المعمورة. فآخر النجوم رحل قبل أقل من قرن على تتويج شارلي شابلن نجماً عالمياً، وفناناً أشبه بالأنصاب. وتزامن عرض أعمال شابلن مع افتتان العالم بوسائل الاعلام. والسينما كانت بوابة العبور الى مدافن عظماء القرن العشرين، ثم لحقت الموسيقى بركابها، اثر ابتكار ال «ميكروسيون» (اسطوانة واسعة التعبئة). وشيّد ضريح ألفيس برسلي، ملك موسيقى «الروك أند رول» الى جانب ضريح الممثلة - النجمة غريتا غاربو. ونجوم هذه المدافن ولدوا من رحم صناعة السينما أو صناعة الاسطوانات. وبين 1985- 1995، عرفت الصناعة هذه عصرها الذهبي، وروجت لأغاني مايكل جاكسون وفيديو كليباته بواسطة المحطات التلفزيونية والدعايات. فبيعت ملايين الاسطوانات، ونفدت ملايين البطاقات. وتزامن أفول نجم جاكسون في المنتصف الثاني من التسعينات مع أفول هذه الصناعة واندثار عصر كبار النجوم. وأسهم طرح الاسطوانات المدمجة في الاسواق في بروز كتل تحتكر صناعة الموسيقى، من جهة، وعبّد الطريق أمام ازدهار قرصنة الأعمال الموسيقية، من جهة أخرى. واكتشفت وسائل الإعلام ومجلات ال «بيبول» أن نقل أخبار حياة المشاهير الخاصة يدر عليها الأرباح، وأن جمهور هذه الأخبار كبير. وفي 1994-1995، فاقت تغطية أخبار أو جي سيمسون، لاعب الفوتبول المتهم بارتكاب جريمة قتل، تغطية أخبار مجزرة رواندا. واستغنت الصناعات الثقافية عن النجوم. ولكن عدداً منهم، من أمثال مادونا وميك جاغر وويل سميث، لم يسقطوا عن عرش النجومية بَعد. والحدود بين النجومية والشهرة ملتبسة. ولذا، لم يدرك العالم بَعد أن السوبر ستار «ينقرضون»، وأن عصرهم ولّى. عن لوموند» الفرنسية، 29/6/2009، إعداد منال نحاس