باتت فرصة التفوق على بعض الشخصيات المشهورة في «تويتر» من ناحية عدد المتتبعين متاحة من خلال شراء المتتبعين أو ما يعرف ب «الفولوورز» لكل راغب في الشهرة! فقد عرض أخيراً أحد الاشخاص حسابه على «تويتر» للبيع، كاتباً عليه «للبيع لعدم التفرغ»، فيما كتب آخر «حساب أبو 5 آلاف فلوور يصلح للناشطين والدعاة والرياضيين». وفي أسلوب يشبه «شراء الأصوات في الانتخابات، تحول جمع عدد أكبر من «المتتبعين» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى سباق يأخذ صفة «الهوس» بين مشاهير وشباب ناشطين عنكبوتياً في الفترة الأخيرة. وأخذت أسلحة التنافس بالتطور، ليظهر أسلوب «بيع الحسابات» وطلب اسعار بناء على عدد المتتبعين، إذ يمكن للمشتري تغيير الحساب، من دون أن تتأثر المعلومات المدرجة فيه، أو عدد المتتبعين له، وذلك من خلال «سوق المزايدات»، أو ما بات يطلق عليه في السعودية «حراج تويتر»! ويبدأ بعض الأشخاص بعرض الحسابات «المميزة»، التي عادة ما تكون بأسماء وهمية، بعدما يتجاوز عدد المتتبعين لها 10 آلاف. وعكفت شركات أجنبية على منح متابعين «حقيقيين» من مختلف دول العالم بطرق مختلفة، من بينها موقع «تويندس»، الذي يقدم 50 متابعاً مجاناً فور التسجيل في الموقع، كما يقدم طرقاً عدة للحصول على متابعين في شكل إضافي، من خلال الترويج التجاري لبعض الصفحات والمنتجات التجارية، فيما يباع 200 متتبع بستة دولارات فقط، الأمر الذي لجأت إليه شخصيات مشهورة على «تويتر» بغرض الاستحواذ على أكبر عدد من المتتبعين، لدخول المنافسة على المراتب الأولى في التصنيف العام. بيد أن مخاوف عدة تنتاب مرتادي «تويتر»، إذ نشرت وكالة «اسوشييتد برس» أخيراً، أن «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) تتابع نحو خمسة ملايين رسالة عبر موقع «تويتر» يومياً. ويعتبر المتابعون هذا الموقع التفاعلي «وجبة سائغة» لأي جهاز استخباري، لمعرفة ورصد كل ما يدور في دول العالم، فضلاً عن معرفة التوجه والمناخ العام للشعوب، بمختلف انتماءاتهم وأيدلوجياتهم وتوجهاتهم السياسية، إضافة إلى التقاط «الأخبار اللحظية»، التي تغيب عن وسائل الإعلام الرسمية والتقليدية. ويعد «تويتر» حالياً من أبرز أدوات الإعلام الجديد، إذ يبرز ضمن أكثر 10 مواقع عالمية، تشهد زيارة يومية متكررة. ويوفر «تويتر» خدمة التدوين البسيط، إذ يسمح بتدوين 140 حرفاً فقط في الرسالة الواحدة. ويمكن جميع الأصدقاء المتصلين في هذه الصفحة الإطلاع على آخر تدوينات صفحات المستخدمين المتابعين لهم. ويشبه مهتمون تويتر ب «الشريط الإخباري»، الذي يتصدر القنوات الإخبارية. فسرعة الأخبار والإيجاز، إضافة إلى تجاوز مقص الرقيب، تزيد من فعالية «تويتر» وحيويته. ويحظى «تويتر» بمتابعة لحظية من مختلف دول العالم. وأشارت إحصاءات صادرة أخيراً، إلى أن عدد أعضاء «تويتر» وصل إلى مئة مليون عضو نشط، 50 في المئة منهم يدخلون الشبكة يومياً، و30 في المئة شهرياً. فيما أصدر موقع «تويتر» قائمة بأكثر الكلمات والموضوعات استخداماً في الموقع، لعام 2010، الذي شهد خلاله الموقع 25 بليون تغريدة، وتم تحليل جميع التغريدات «بدقة بالغة» للحصول على أعلى 10 «اتجاهات»، فضلاً عن الاتجاهات الرائدة في ثماني فئات وهي كالتالي: الأخبار، والشعب، والأفلام، والتلفزيون، والتكنولوجيا، وكأس العالم، والرياضة. ويحظى «تويتر» بمتابعة سعودية كبيرة بشكل خاص إذ ينقل السعوديون «مناوشاتهم» التي تحدث في المجتمعات الواقعية، إلى العالم الافتراضي. وشهد «تويتر» انقساماً حاداً بين السعوديين، على عدد من القضايا المعاصرة، إضافة إلى القضايا والنقاشات القديمة المتجددة التي لا يمكن أن تنتهي بين يوم وليلة. وتلك عادة يمارسها السعوديون، من دون كلل أو ملل، سواءً في الجلسات التقليدية... أم أخيراً على «تويتر» أو «فايسبوك»!