بينما يقفز الرياضيون في منافسات أولمبياد لندن 2012، يتسابق سعوديون، بعضهم مشاهير، وآخرون يبحثون عن الشهرة، على تضخيم أرقام متتبعيهم، فما كان منهم إلا البحث عن أساليب لذلك، فكان الشراء وكانت الحسابات الوهمية، ولا يزال سباق القفز مستمراً... 50 متتبعاً في مقابل ريال فقط! لكن يبدو أن العرض يتجاوز الطلب، ما جعل 30 ألف متتبع تباع ب280 ريال فحسب بعد أيام قليلة، ولا أحد يستطيع التنبؤ إلى أين ستذهب أسعار المتتبعين على موقع «تويتر»، إلا أن ما يظهر واضحاً أن معايير «تويتر» ستختلف منذ اليوم، وربما حصل التغير بالأمس. أحد وسطاء بيع الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي (فضل عدم ذكر اسمه)، كشف عن أساليب بيع متنوعة للحسابات «لضمان عدم تعطيل الحسابات الوهمية، والتحايل على الرقابة المفروضة على الحسابات للتأكد من صلاحيتها عبر بعض المعايير التي يطبقها القائمون على الموقع. وأكد أحد المستفيدين من شراء الحسابات الوهمية (فضل عدم ذكر اسمه)، أن عدد المتتبعين لديه قفز إلى 50 ألف في مقابل ألف ريال، «كل ما عليك أن تحول المبلغ المالي عن طريق حسابات مصرفية»، مشيراً إلى تفاوت الأسعار بين الوسطاء وبعض محال بيع أجهزة الكومبيوتر. في حين عرض على محمد بن فهد - كما يروي ل«الحياة» - رفع عدد المضافين في موقع تواصل اجتماعي في مقابل دفع مبلغ مالي، «لكنني لم أكن أتقبل هذه الفكرة بسبب ضبابيتها والشكوك في صدقيتها، إلا بعد أن برهن لي بأن الرقم في حسابه على «تويتر» سيقفز في بضع ساعات، وبالفعل هذا ما حدث، إذ كان عدد المتتبعين لا يتجاوز 600 ليقفز الرقم إلى 50 ألف، وتختلف الأسعار من شخص لآخر، ما أثار دهشتي». ويضيف: «عند سؤاله عن الطريقة أوضح أن هناك من يقوم ببيع متتبعين في «تويتر» عبر بعض محال الكومبيوتر المنتشرة، التي توقم بالأمر خفية»، شارحاً طريقة شراء «الفولورز»: «يتم الطلب من أحد الأشخاص العاملين في هذا المجال، ومن ثم تحويل المبلغ على حساب مصرفي، وإرسال حساب موقع التواصل الاجتماعي ومن ثم إدارج العدد المطلوب». وعن تطور عمليات إنشاء الحسابات الوهمية، يوضح أحد الوسطاء (رفض ذكر اسمه)، أنهم كانوا في البداية يصنعون حسابات جديدة، تتم إضافتها لمن رغب في رفع أعداد المتتبعين لديه، وعند رواج تلك الحسابات الجديدة التي يعلم أنها وهمية من خلال عدم حدوث أي نشاط عليها «قمنا بعمل حسابات أخرى تحمل صورة وأسماء رمزية، ونحاول أن تحمل رصيداً من التغريدات لا يتجاوز 10 تغريدات بقصد إيهام المتابعين بأن تلك الحسابات نشطة». لكن الوسيط يشير إلى أنهم غير مرتاحين، في ظل ملاحقة القائمين على الموقع لهذا النوع المختلق من الحسابات وكشفها، إلا أنه يقلل من أهمية «المطاردة» بقوله: «لا ضير في إلغاء حجم بسيط منها، فهناك تناسب يتم الأخذ به في الحسبان، فإذا تمت ملاحظة التفاوت الكبير بين تغريداتك والحسابات الوهمية يتم إيقاف تلك الحسابات». وكانت «الحياة» كشفت أمس في الحلقة الأولى من تحقيق حول مدى واقعية أعداد المتتبعين للمشاهير في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عن تلاعب ظهر في أرقام المتتبعين، عبر تحليلات بيانية لحسابات دعاة وإعلاميين ورياضيين سعوديين وعرب على قائمة «الأكثر تأثيراً» في «تويتر»، وأن معظم متتبعيهم «وهميون» و«غير فاعلين». ولم تتجاوز أعداد المتتبعين «الحقيقيين» للدعاة محمد العريفي وعايض القرني وسلمان العودة، إضافة إلى الإعلاميين أحمد الشقيري وتركي الدخيل وغيرهم ممن يتربعون على قائمة الأكثر تأثيراً في السعودية عبر «تويتر»، «أكثر من ثلث الأرقام المعلنة رسمياً والمسجلة في رؤوس صفحاتهم». ويبقى احتمال عدم دقة نتائج برامج تحليل بيانات حسابات «تويتر» وارداً، لكن ما يميزها هو إظهار تفاصيل الحسابات المتتبعة، وتقسيمها بين «حقيقي» و«غير فعال» و«وهمي».