في تجربة تعد الأولى من نوعها على مستوى السعودية، بدأت 30 سعودية (من خريجات القانون والشريعة) أمس (السبت)، أولى أيام دورتهن التدريبية التي تهدف إلى تخرجهن مستشارات قانونيات، للحد من الطلاق وآثاره ومواجهة ضعف الوعي لدى المطلقات، والحياء الذي يمنعهن من التحدث مع المحامين الرجال والقضاة، وتعسف الأزواج، وغموض إجراءات الطلاق، حيث تنظم الدورة «جمعية مودة» وتستمر لمدة 4 أشهر، تحت تدريب نخبة من المتخصصين والمتخصصات في النواحي الشرعية والقانونية والاجتماعية. ونبهت رئيس مجلس إدارة جمعية مودة للحد من الطلاق وآثاره الأميرة سارة بنت مساعد بن عبدالعزيز، إلى أن «معاناة بعض المطلقات وأبنائهن تفوق بكثير معاناة الأرامل والأيتام بسبب تعسف أزواجهن في استخدام حقوقهم الشرعية والتعدي على حدود الله وحقوق مطلقاتهم وأبنائهن بالاستفادة من طول إجراءات التقاضي وجهل الكثير من المطلقات بها من ناحية وبحقوقهم وواجباتهم الشرعية من ناحية أخرى»، مضيفة: «تعاني المطلقات وأبنائهن من مشكلات السكن والنفقة وبعد الأبناء وحرمانهم من حنان أمهاتهم وتغول الأزواج وأفراد أسرتهم الجديدة على أبناء المطلقات بهدف الانتقام والتشفي من مطلقاتهم، إضافة لمشكلات الأوراق الثبوتية واستخدامها، وما يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية وأمنية خطرة». وأوضحت الأميرة سارة في حديث ل«الحياة»، أن إطلاق برنامج الحاضنة القانونية يستهدف في مجمله المساهمة في رفع الكفاءة العدلية في القضايا الزوجية والأسرية وتوفير ملاذ استشاري وقانوني آمن للمطلقات ومن في حكمهن وأبنائهن لحمايتهن من تعسف الأزواج في قضايا الطلاق والتعليق والهجر بالاستفادة من غموض بعض الإجراءات وطولها وضعف وعي الكثير من المطلقات ومن في حكمهن بالأنظمة والإجراءات وحيائهن الذي يمنعهن من التحدث إلى المحامين الرجال والقضاة في قاعات التقاضي التي تخلو من العنصر النسائي. وكانت جمعية مودة الخيرية للحد من الطلاق وأثاره دشنت أمس أول دورة تدريبية من برنامج (الحاضنة القانونية للأحوال الشخصية) التي تستمر لمدة أربعة أشهر، وينفذها مركز «عدل» للتدريب القانوني بالتعاون مع نخبة من المتخصصين والمتخصصات في النواحي الشرعية والقانونية والاجتماعية، وتحت إشراف لجنة علمية مكونة من مجموعة من الأعضاء ذوي الكفاءات والخبرة العلمية المميزة من قضاة وحقوقيين واجتماعيين ومتخصصين في التدريب، إضافة إلى «مكتب العنزي» للمحاماة وشركاه بإشراف عضو مجلس الشورى وعميد كلية الأنظمة والعلوم السياسية سابقاً الدكتور فهد بن حمود العنزي. ويشارك في هذه الدورة، التي تقام في مقر جمعية مودة الخيرية في الرياض 30 متدربة، تم اختيارهن من خريجات القانون والشريعة بعد الإعلان عن البرنامج وإجراء المقابلات الشخصية من اللجنة العلمية شهر رجب الماضي. وتشتمل الدورة على مبادئ العمل القانوني في جمعية مودة للحد من الطلاق وآثاره، ومبادئ وأخلاقيات المساعدة والمسؤولية والعمل التطوعي، ومدخل في قضايا الأحوال الشخصية (الزواج، الطلاق، النفقة، الحضانة، الزيارة، الإرث، النسب، تنازع القوانين)، والعوامل المؤثرة على واقع المطلقة والمهجورة والمتغيب عنها زوجها، وفن التأثير ومهارات الاتصال في المجال القانوني، والتعامل مع الضغوط وبناء الثقة بالنفس، والتعامل مع المؤسسات القضائية والتنفيذية وهيئات حقوق الإنسان، ونظام المرافعات الشرعية ونظام التنفيذ ونظام الإجراءات الجزائية السعودي وأصول المرافعات، وإعداد الاستشارة القانونية، وإعداد المذكرات القانونية. وأبانت الأميرة سارة، أن البرنامج يستخدم في وحداته التدريبية مجموعة من أحدث الوسائل والأدوات العلمية والتدريبية الملائمة لطبيعة البرنامج، إضافة إلى المحاضرات المساندة: كجلسات العصف الذهني، والزيارات الميدانية، والمحاكمات والمرافعات الصورية، وعرض لحالات افتراضية وواقعية داخل المحاكم، إلى جانب فنون الإلقاء والتأثير ومهارات الاتصال، مبينة أن التدريب يكون في قاعات مجهزة بأحدث تقنيات التدريب المستخدمة من أجهزة عرض وحواسب آلية وغيرها، إضافة إلى تجهيز قاعة للمحكمة الصورية. ...تدريب 500 امرأة على مدى خمسة أعوام