القاهرة، ا ف ب، اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بدء شراكة فلسطينية جديدة عقب اجتماعهما في القاهرة لتفعيل المصالحة المتعثرة منذ اكثر من ستة اشهر. وقال محمود عباس للصحافيين عقب الاجتماع "لا يوجد اي خلافات اطلاقا الان بيننا واتفقنا ان نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة". وقال مشعل "اطمئن شعبنا والامة العربية والاسلامية اننا فتحنا صفحة جديدة كبيرة حقيقية من الشراكة بكل ما يتعلق بالبيت الفلسطيني". واكد كل من عزام الاحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح وعزت الرشق مسؤول الملف في حماس ان الحركتين توصلتا الى"اتفاق شامل" حول كل المواضيع. وبدأ الاجتماع قرابة الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي (09,00 توقيت غرينيتش) بين عباس ومشعل واستغرق نحو ساعتين قبل ان ينضم وفد من الحركتين للبحث في تفاصيل الاتفاق. وكان مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد قال ان "الرئيس سيستعرض مع السيد مشعل بنود اتفاق المصالحة وكيفية تنفيذها". وبشان موضوع الاتفاق على الحكومة وتسمية رئيسها أوضح الاحمد ان "الموضوع سيتم نقاشه في لقاء هذا اليوم ولكن الامر بحاجة لمتابعة من خلال اللقاء الثاني المرتقب بين الجانبين الذي سيتم بالقاهرة وبرعاية مصرية". وقال الاحمد ان كل من" قضية التهدئة في الضفة وغزة مع إسرائيل، وقضية المقاومة الشعبية وتنظيمها، وتوحيد أطرها وتعميقها"ستتم مناقشتها في الاجتماع. وافاد الأحمد انه بعد اللقاء "سيتم استئناف اللقاءات قريبا بين وفدي الحركتين ليتم بعدها دعوة جميع الفصائل التي وقعت اتفاق المصالحة لبلورة الاتفاق بصورته النهائية للبدء بتنفيذه على الارض والسير نحو انهاء الانقسام واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني". وكانت شخصية فلسطينية مستقلة اعلنت مؤخرا بأن حركة حماس ابدت استعدادها مؤخرا لوقف كافة العمليات العسكرية ضد اسرائيل لمدة عام و"اعتماد المقاومة السلمية الشعبية". وقالت هذه الشخصية التي التقت قيادات من حماس مؤخراً، "ان استعداد حركة حماس جاء على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ونقل الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي كان له اثره في تسريع اللقاء بينهما الخميس المقبل". واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن " خالد مشعل يصر على ان يتم تأطير المقاومة السلمية ويصر على جديتها وان لا تبقى هذه القضية شعارات نظرية". ويعد هذا اللقاء الاول بين الرجلين منذ ايار(مايو) الماضي عندما وقعا اتفاق مصالحة لانهاء الانقسام بين فتح وحماس اللتين تسيطر اولاهما على الضفة الغربية والثانية على قطاع غزة. وتوصلت حركتا حماس وفتح مع فصائل فلسطينية اخرى بشكل مفاجىء في 27 نيسان(أبريل) الماضي في القاهرة الى اتفاق مصالحة انهى اربع سنوات من الانقسام والقطيعة بين الحركتين. وينص الاتفاق اضافة الى انهاء ملف المعتقلين السياسيين، على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات مستقلة وتكلف الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام. ومن اهم الملفات العالقة في تنفيذ المصالحة هي تسمية رئيس وزراء مستقل حيث ترفض حركة حماس بشدة تولي رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي سلام فياض المنصب في حين كان الرئيس الفلسطيني يصر على ترشيحه للمنصب. ومن ناحيته اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس عن امله بان يقوم عباس "بوقف عملية المصالحة مع حماس". ويعتبر نتانياهو من اشد المعادين لاتفاق المصالحة بين الحركتين حيث دعا مرارا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التخلي عن اتفاق المصالحة مع حركة حماس و"اختيار السلام مع اسرائيل" بدلا من السلام مع حماس. ولا يغير الاتفاق اي شيء في مفاوضات السلام مع اسرائيل المتعثرة اصلا. واكد محمود عباس ان قيادة المفاوضات تعود اليه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، رافضا اعتراضات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي خيره بين "السلام مع اسرائيل او السلام مع حماس". واضاف عباس ان "هذه الحكومة تفعل شيئين هما تحديد موعداً للإنتخابات واعادة اعمار غزة". واعلنت حماس انها لن تحاول عرقلة ذلك رغم انها ما زالت تعارض الاعتراف باسرائيل وبمفاوضات السلام.